
من الضربات التي شنتها إسرائيل على طهران في يونيو الماضي
في ظل هدوء هش أعقب الضربات الإسرائيلية لإيران، تقف دول الخليج على مفترق طرق حرج، حيث يُرجّح محللون أن اشتعال الحرب مجددًا سيضع المنطقة أمام ثلاثة سيناريوهات خطيرة، تؤثر مباشرة على مستقبل الأمن والنمو الاقتصادي في الخليج.
هزيمة إسرائيل.. والخليج نحو طهران!
يفترض السيناريو الأول أن تتخلى أميركا عن إسرائيل تحت ضغط داخلي، ما يرسّخ واقعًا جديدًا تفرض فيه إيران شروطها. ساعتها، لن تجد دول الخليج بديلاً عن التنسيق مع طهران لضمان أمنها، خاصة في ملفات اليمن ولبنان، ما يغيّر معادلة التحالفات جذريًا.
انتصار إسرائيل.. وفوضى شيعية في الإقليم
في حال تدخّل أميركي مباشر، وتدمير البنية التحتية الإيرانية دون إسقاط النظام، فإن الجماعات الشيعية قد تتحول إلى أدوات فوضى في العراق واليمن والخليج. وهذا سيهدد الاستثمارات الكبرى ويضعف استقرار الاقتصادات الخليجية، التي قد تخسر مئات المليارات.
حرب طويلة.. وإيران مدمَّرة دون إسقاط النظام
ربما الأخطر، أن تتحول الحرب إلى صراع استنزافي يمتد لسنوات، تتعرض خلاله المنشآت النووية والبنية التحتية للدمار، دون تغيير النظام. وهنا، تُمنح إسرائيل اليد العليا لتفرض “شرق أوسط جديد” ترهن فيه موارد الخليج للشركات الأميركية والإسرائيلية.
الخليج.. بين سلاح الردع أو دبلوماسية السلام
الخيار العسكري ليس مضمونًا، فبناء نظام دفاعي يشبه القبة الحديدية الإسرائيلية سيكلف دول الخليج أكثر من 700 مليار دولار، ولن يضمن الأمان التام. وفي المقابل، فإن الرهان على الدبلوماسية، وطرح اتفاق إقليمي نووي أو أمني، قد يوفر الاستقرار بأقل التكاليف، ويقي المنطقة من الانهيار.
الرسالة لإيران: لا تصدير نفط من دوننا!
تصريحات إيرانية متكررة تحذر من شل حركة النفط في الخليج إذا مُنعت إيران من التصدير. حتى دون إغلاق مضيق هرمز، يمكن لطهران استخدام التخريب البحري والهجمات السيبرانية لإرباك أسواق الطاقة.
الاقتصاد الإيراني في خطر.. والخليج على المحك
إيران المنهارة لا تعني بالضرورة استقرارًا للخليج، بل دولة فاشلة على غرار العراق بعد الغزو أو سوريا بعد 2011. والسيناريو الكوري الشمالي – دولة نووية فقيرة معزولة – سيكون كارثيًا للمنطقة.
الخلاصة
الرهان على ضعف إيران قد يكون فخًا استراتيجيًا. أمام دول الخليج فرصة نادرة لصياغة مبادرة دبلوماسية تُنهي التوتر وتُكرّسها قوى استقرار إقليمي. الصمت مكلف.. والدبلوماسية الذكية هي الضمانة الوحيدة للمستقبل.
لندن – اليوم ميديا