WhatsApp Image 2025-07-16 at 9.29.12 AM

من اليابان

في بداية يوليو، وقبل أيام من فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية ضخمة على 150 مليار دولار من السلع اليابانية، عبر الرئيس دونالد ترامب عن إحباطه من حليفه الأكبر في آسيا، الذي يعد أكبر مستثمر مباشر في أميركا، وأكبر دولة مستضيفة للقوات العسكرية الأميركية، وأكبر حامل أجنبي لسندات ديون الولايات المتحدة.

تصريحات ترامب وانكسار التوقعات

قال ترامب في مقابلة تلفزيونية، بعد شهور من المفاوضات التي فشلت في التوصل إلى اتفاق تجاري ودي وسريع مع اليابان، إنه كان يعتقد في البداية أن الاتفاق ممكن. أما كبار المسؤولين في طوكيو فاعتبروا “خطاب اليابان متناقضا بشكل مريع مع خطاب ترامب”.

وأكد ترامب، رغم ذلك، “نحن نحب اليابان” في خطاب ترحيبه برئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا في البيت الأبيض قبل أشهر، لكن التوترات الاقتصادية والسياسية لم تنخفض.

تاريخ العلاقات المتوترة والتحولات العميقة

شهد التحالف الأميركي الياباني في السابق عدة أزمات، مثل مغازلة ريتشارد نيكسون للصين، وتحطيم الكونغرس الأميركي لأجهزة راديو توشيبا، وحرب الخليج عام 1990. لكن الوضع الحالي يحمل علامات أكثر جوهرية، تتمثل في نهج ترامب المتشدد وفشل اليابان في التكيف مع تلك السياسة، ما يهدد استقرار التحالف.

يتحدث كبار المسؤولين عن مزيج مزعزع للاستقرار في العلاقة بين البلدين، بسبب قضايا الأمن والتجارة والعملة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة الثنائية.

التحديات المتزايدة في عهد ترامب

أوضح كريستوفر جونستون، المسؤول السابق في البيت الأبيض والخبير بمجموعة آسيا للاستشارات، أن التحديات تتعمق أكثر من أي وقت مضى في عهد ترامب، مشيرًا إلى وجود شعور في اليابان بأن “لا شيء مقدس” بالنسبة لفريق ترامب.

وأوضحت ويندي كاتلر، نائبة رئيس معهد سياسة المجتمع الآسيوي، أن الصفقة التجارية التي أبرمها ترامب مع اليابان عام 2019 فتحت الباب أمام مفاوضات متفائلة في 2025، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا.

فشل التوقعات وتصعيد الخلاف التجاري

اعتبرت واشنطن أن اليابان ستكون شريكًا سهلاً في المفاوضات، لكن اليابان لم تحصل على أي إعفاء تفضيلي في المحادثات التجارية في 7 يوليو، حين نشر ترامب شروط التجارة عبر وسائل التواصل قبل حتى لقاء رئيس الوزراء الياباني، الأمر الذي اعتبره إيشيبا “مؤسفًا للغاية”.

وشددت اليابان على ضرورة إعفاء كامل من الرسوم الجمركية، بينما يرى منتقدو رئيس الوزراء أنه تجاهل أجندة ترامب الأساسية لإعادة التوازن التجاري، التي تعتبر الفوائض دليلًا على الظلم الجوهري.

زيارة المفاوضين والآفاق المستقبلية

لم تنجح الزيارات شبه الأسبوعية لكبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا إلى واشنطن في كسر الجمود، ولا يتوقع أن يقوم وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بزيارة اليابان المقررة هذا الأسبوع.

تتصاعد المخاوف من أن تؤثر الأزمة التجارية المتصاعدة على توازن الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

تأثير الأزمة على الأمن والتحالف الإقليمي

قال رام إيمانويل، سفير الولايات المتحدة في اليابان في عهد بايدن، إن الاستراتيجية الأميركية تهدف إلى عزل الصين عبر تقوية التحالف مع اليابان، حيث سيجذب هذا التحالف بقية الدول الرئيسية في آسيا مثل الهند وكوريا الجنوبية وأستراليا والفلبين ونيوزيلندا.

لكن الخلافات الراهنة قد تعرقل هذا الهدف الاستراتيجي.

إعادة ضبط التحالف: اختبار المستقبل

أكد العشرات من المسؤولين الحاليين والسابقين في كلا البلدين أن التحالف سيبقى قائمًا، لكن إعادة ضبط العلاقة أصبحت حتمية، وستكون اختبارًا لما يعنيه أن تكون صديقًا للولايات المتحدة في عام 2025.

وأشار جونستون إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان في أسوأ حالاتها منذ جيل كامل، حيث تعود إلى أواخر التسعينات، مع الاحتكاكات التجارية المكثفة وتساؤلات جوهرية حول شكل التحالف بعد الحرب الباردة.

وأضاف: “لم أسمع من قبل كبار المسؤولين اليابانيين يعبرون عن هذا القلق تجاه العلاقة”.

لندن – اليوم ميديا