
الرئيس السوري أحمد الشرع
دمشق – (وكالات)
توعد الرئيس السوري أحمد الشرع، بتسليم فلول النظام الساقط الذين يصرون على الاعتداء على الشعب إلى محاكمة عادلة.
وفي كلمة متلفزة حول الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، حذر الشرع، من أن أي تجاوز بحق المدنيين خلال ملاحقة فلول النظام سيقابل بحساب شديد.
سوريا واحدة موحدة
في مستهل كلمته، قال الشرع: “لقد سعى بعض فلول النظام الساقط لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها”.
وأضاف: “ها هم (فلول النظام) يتعرفون عليها من جديد اليوم، فيرونها واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، إذا مُسّت محافظة منها بشوكة تداعت لها سائر المحافظات لنصرتها وعزتها”.
وأكد الشرع، أن “سوريا اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب، فهي تعني الجميع، وهي مهمة الجميع في الحفاظ عليها ونصرتها، وهذا ما تجسد ليلة الأمس”.
وشدد على أنه “لا خوف على بلد فيه مثل هذا الشعب وهذه الروح”.
وتابع: “أيها السوريون، قد رأى العالم لهفتكم على بلدكم وحبكم لها وشعور الانتماء إليها، وهذا ما يليق بكم وبأصلكم، فبغير هذا الحب لا تُبنى الأوطان”.
رسالة لفلول النظام
ومتوجها برسالة لفلول النظام السابق، قال الشرع: “في معركة التحرير قاتلناكم قتال الحريص على حياتكم رغم حرصكم على مماتنا، فنحن قوم نريد صلاح البلاد التي هدمتموها ولا غاية لنا بدماء أحد”.
وأضاف: “نحن قوم نقاتل وفي صدورنا شرف القتال، وأنتم تقاتلون بلا شرف، وليس بالغريب عنكم ما فعلتموه، فقد أوغلتم بالدم السوري خلال عقود من الزمن ولا زلتم على نفس نهجكم، رغم تغليبنا لحالة العفو تجنبا لوقوعنا بمثل هذا المشهد”.
وتابع: “إني لأجزم بجهلكم بما نقول، ولكن ما على الرسول إلا البلاغ”.
وواصل الشرع، خطابه لفلول النظام السابق، قائلا لهم: “بفعلكم الشنيع بقتل من يحمي سوريا ويسهر لخدمتها، واقتحام المشافي وترويع الآمنين، قد اعتديتم على كل السوريين”.
وأضاف: “إنكم بهذا قد اقترفتم ذنبا عظيما لا يغتفر، وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه، فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان”.
وشدد على أن السلطات “ستبقى تلاحق من فلول النظام الساقط من أبى إلا أن يستمر في غيه وطغيانه، ومن ارتكب منهم الجرائم بحق الشعب ومن يسعى منهم إلى تقويض الأمن والسلم الأهلي”.
وأضاف الشرع: “سنقدمهم إلى محكمة عادلة، وسنستمر بحصر السلاح بيد الدولة، ولن يبقى سلاح منفلت في سوريا بإذن الله، وسيحاسب حسابا شديدا كل من يتجاوز على المدنيين العزل ويأخذ أقواماً بجريرة أقوام”.
وصايا لقوى الجيش والأمن
ومخاطبا قوى الجيش والأمنـ، بارك الشرع لهم “التزامهم بحماية المدنيين وتأمينهم أثناء ملاحقتهم لفلول النظام الساقط وسرعتهم في الأداء”.
وأكد عليهم “ألا يسمحوا لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل، وأن يعملوا على منع ذلك”.
وتابع الشرع: “أذكركم بأن الله قد جعل منزلة الأسير بمنزلة اليتيم والمسكين.. فقد جعله في موضع الإحسان والشفقة فلا ينبغي إهانة الأسير ولا تعريضه للضرب، فإن ذلك منافٍ لأمر الله ثم لقانون البلاد”.
رسالة طمأنة لأهالي الساحل
ومطمئنا الأهالي في مناطق الاشتباك بالساحل السوري، أكد الشرع، أنهم “جزء من مسؤوليتنا والواجب علينا حمايتهم وإنقاذهم من شرور عصابات النظام الساقط”.
وأضاف مشددا: “رغم ما تعرضنا له من غدر، فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي، ولن تسمح بالمساس به على الإطلاق”.
وطالب الشرع، “جميع القوى التي التحقت بمواقع الاشتباك بالانصياع الكامل للقادة العسكريين والأمنيين هناك، وأن يتم على الفور إخلاء المواقع لضبط التجاوزات الحاصلة، ليتسنى للقوى العسكرية والأمنية إكمال عملهم على أتم وجه”.
وبعد إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم، وعدم تلطخ أيديهم بالدم.