
رجل يحمل فتاة مصابة بعد انفجار في وسط طهران
مع تصاعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، تكثف تل أبيب ضرباتها الجوية الاستراتيجية على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، محاولة بذلك تعطيل برنامج طهران النووي وإيقاف زحفها الإقليمي المتزايد. لكن هل حققت إسرائيل أهدافها؟ وما هي التداعيات السياسية والاستراتيجية لهذه الضربات التي قد تعيد إيران إلى “العصر الحجري”؟
آثار الضربات على البرنامج النووي الإيراني
يقول الدكتور جيمس هاريسون، محلل أمني في “معهد دراسات الشرق الأوسط بلندن”:
“الضربات الجوية الإسرائيلية أحدثت أضرارًا كبيرة في البنية التحتية النووية الإيرانية، خصوصًا في مواقع مثل نطنز وفوردو. لكنها لم تدمّر البرنامج بالكامل، بل أبطأته بشكل مؤقت. إيران باتت أكثر حذرًا لكنها قد تتجه إلى تسريع جهودها في أماكن أخرى أقل تعرضًا.”

من جهته، تشير السيدة إميلي واتسون، خبيرة في الشؤون الاستخباراتية بمعهد الدراسات الإستراتيجية الأوروبية:
“إسرائيل استخدمت تكتيكات استخباراتية متقدمة لتحديد الأهداف الحيوية بدقة، ما قلل من الخسائر الجانبية، لكنه أيضًا كشف محدودية القدرة على تنفيذ عمليات مكثفة طويلة الأمد بدون دعم دولي واضح.”
الرد الإيراني وتطورات الصراع
البروفيسور روبرت فين، خبير في العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، يضيف:
“رد إيران كان متوقعًا مع إطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية، لكن تكتيكاتها الجديدة في الحرب السيبرانية وحرب الظل تُظهر محاولة لتعويض الضربات الجوية. الصراع دخل مرحلة جديدة من الاستنزاف.”

من داخل طهران، تحدث معنا خبير سياسي فضل عدم ذكر اسمه:
“إيران لا تملك رفاهية الانتظار، الضربات التي تعرضنا لها ليست مجرد اعتداءات عسكرية، بل تهديد وجودي. القيادة تسعى حاليًا إلى إعادة تنظيم قدراتها، وربما إعادة التفكير في استراتيجياتها النووية.”
هل حققت إسرائيل أهدافها؟
تحليل ميداني يشير إلى أن إسرائيل نجحت في تعطيل جزء من برنامج إيران النووي، لكنها لم تدمّره بالكامل. كما أن الحملة الجوية زادت من عزلة طهران في الساحة الدولية، لكنها دفعت أيضًا إيران نحو تعزيز تحالفاتها الإقليمية، خصوصًا مع روسيا والصين.

تقول السيدة مارغريت كول، خبيرة سياسة الطاقة في “مركز التحليل الاستراتيجي الأوروبي”:
“الضربات قد تضعف اقتصاد إيران على المدى القصير، لكن الأزمة تجعل طهران أكثر تعنتًا، مما يزيد من احتمالات التصعيد العسكري الإقليمي.”
الخلاصة
ضربات إسرائيل على إيران تمثل استعراضًا لقوة الردع ولكنها لم تصل بعد إلى نزع السلاح النووي بالكامل من طهران. الصراع المفتوح بين الجانبين يهدد بتوسع المنطقة في أتون مواجهة أشد شمولًا. المدى الزمني لهذا الصراع وتأثيراته على الاستقرار الإقليمي والعالمي يبقى رهينًا بالتطورات القادمة.
لندن: تحليل خاص لـ ‘اليوم ميديا“