
من قطاع غزة
في خطوة صادمة كشفت عنها وكالة “رويترز”، اقترحت مؤسسة تمولها إسرائيل والولايات المتحدة بناء ما تسميه “مناطق عبور إنسانية” داخل قطاع غزة وخارجه، تُشبه معسكرات اعتقال جماعية تهدف إلى “إزالة التطرف” و”إعادة دمج” الفلسطينيين ضمن خطة تهجير ضخمة.
الاقتراح، الذي اطلعت عليه “رويترز”، هو مشروع بقيمة 2 مليار دولار من إعداد مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) بدعم مباشر من البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية. وُصف في وثائق رسمية بأنه جزء من “رؤية ترامب لغزة”، ويهدف إلى نقل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى هذه المعسكرات “المؤقتة”.
الخطة نُوقشت مؤخراً في البيت الأبيض، وتشمل بناء 8 مخيمات كبرى داخل غزة وربما في دول مجاورة مثل مصر وقبرص، دون تحديد كيفية نقل السكان أو الحصول على موافقة الدول المضيفة.

ويشير العرض الرسمي للمشروع إلى أن هذه “المعسكرات” تهدف إلى كسب ثقة السكان المحليين، لكنها توصف أيضاً بأنها مناطق مغلقة يديرها مقاولون أمنيون مسلحون وتخضع لإشراف مباشر من المؤسسة الأميركية الإسرائيلية.
منذ مايو، بدأت المؤسسة توزيع المساعدات في ثلاث نقاط فقط داخل غزة، بعيدة عن مخيمات اللاجئين ومحمية من قبل قوات أمن خاصة، حيث قُتل أكثر من 700 فلسطيني وأصيب الآلاف أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء، وفق وزارة الصحة في غزة.
الناشط الحقوقي جيريمي كونينديك، الرئيس السابق لوكالة التنمية الأميركية، وصف الخطة بأنها “مقنّعة لكنها تهدف للتهجير القسري”، مضيفاً أن لا وجود لما يُسمى بـ”النزوح الطوعي” في ظل القصف والتجويع المستمر.
تأتي هذه الخطة بالتوازي مع طموحات إسرائيلية لبناء مستوطنات جديدة على أنقاض غزة، فيما يسعى ترامب وعدد من المستثمرين لتحويل القطاع إلى ما يُسمى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
الاقتراح أثار انتقادات حقوقية واسعة، وسط تحذيرات من أن تنفيذ هذه الخطة يعني بداية مرحلة جديدة من التطهير العرقي، المقنّع بغطاء إنساني، واستغلال معاناة الفلسطينيين في مشاريع عقارية واقتصادية تخدم مصالح الاحتلال.
لندن – اليوم ميديا