image

الأنقاض التي خلّفتها غارة جوية إسرائيلية على النبطية، لبنان (الغارديان)

في رسالة واضحة تنذر بالتصعيد، صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوية جنوب لبنان، بالتزامن مع زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي توماس باراك إلى بيروت. تأتي الزيارة في إطار الضغط على الحكومة اللبنانية للرد على مبادرة أمريكية تقضي بنزع سلاح حزب الله، وسط أجواء توتر تتزايد ساعة بعد ساعة.

بحسب وزارة الصحة اللبنانية، أدت الغارات الإسرائيلية إلى إصابة عشرة مدنيين، بينهم طفل في حالة حرجة. كما سجلت تسللات إسرائيلية إلى عمق كفر كيلا وعيتا الشعب، ما يؤشر إلى استعداد ميداني متزايد.

في المقابل، لا تزال المقاومة اللبنانية تدرس خياراتها بدقة. ووفق محللين، فإن حزب الله يواجه مفترق طرق خطيرًا بين الاحتفاظ بسلاحه أو تسليمه، وسط وعود غربية بـ”لبنان جديد” في حال التخلي عن المقاومة. إلا أن التساؤلات تبقى مطروحة: من سيضمن أمن الجنوب؟ ومن سيمنع إسرائيل من اقتحام القرى؟ وماذا عن العقوبات على مؤسسات الحزب؟

التقارير تؤكد أن فريقًا سياسيًا لبنانيًا يواصل الترويج للتجريد الكامل لسلاح حزب الله، متجاهلًا الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، ومتذرعًا بـ”استراتيجية دفاعية وطنية” لا تزال بلا تفاصيل أو ضمانات.

وفي خطاباته الأخيرة، أقر نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بصعوبة الخيارات، لكنه شدد على أن المقاومة “لن تخضع لإملاءات مهينة”. ويبدو أن حزب الله بات يدرك أن الحرب قد تكون أقرب مما يتصور البعض، خاصة في ظل التواطؤ العربي الأمريكي المتزايد، والانهيارات الإقليمية من دمشق إلى بعض القيادات السنية والمسيحية.

مصادر متابعة تقول إن حزب الله يستعد لأسوأ السيناريوهات، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب جديدة على خلفية “رفضه النصيحة”، وهو ما وصفته المقاومة بأنه “إذلال قسري لا يمكن قبوله”.

المرحلة القادمة تحمل الكثير من الغموض، لكن المؤكد أن الساحة اللبنانية تقف على حافة انفجار سياسي وعسكري، ستكون له تداعيات كبرى على الإقليم برمّته.

لندن – اليوم ميديا