WhatsApp Image 2025-07-17 at 2.30.39 AM (1)

رجال دروز يسيرون في بلدة مجدل شمس قرب هضبة الجولان المحتلة

في تصعيد غير مسبوق، شنت إسرائيل لليوم الثالث على التوالي غارات جوية على أهداف تابعة للنظام السوري، شملت قصر الرئيس أحمد الشرع ومقرات عسكرية في دمشق، إضافة إلى مواقع في السويداء ذات الأغلبية الدرزية. الغارات جاءت في أعقاب اشتباكات دامية بين الدروز ومسلحين بدو مدعومين من النظام السوري، أودت بحياة مئات المدنيين، بحسب مصادر محلية.

المجتمع الدرزي الإسرائيلي يتدخل ميدانيًا

ردًّا على المجازر، اقتحم آلاف من أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل الحدود مع سوريا، مطالبين بتدخل مباشر لحماية إخوانهم. وفيما استجاب الجيش الإسرائيلي جزئيًا بإرسال تعزيزات، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدروز العابرين للعودة إلى منازلهم، مؤكدًا أن الجيش يتولى “القضاء على ميليشيات النظام”.

إسرائيل وواشنطن: انقسام حول سوريا والشرع

رغم تحالفهما التقليدي، يبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة تسلكان مسارين متباينين في الملف السوري. فبينما تسعى إدارة ترامب إلى تهدئة النزاع الطائفي ودعم حكومة موحدة برئاسة الشرع، تصر إسرائيل على تقويض الدولة السورية وتفتيت سلطتها المركزية.

ووفقًا لموقع “ميدل إيست آي”، فقد وصفت مستشارة الأزمات دارين خليفة هذه التباينات بقولها: “إسرائيل والولايات المتحدة ليستا بالتأكيد على نفس الصفحة”.

إسرائيل تتجه نحو خلق منطقة نفوذ جنوب سوريا

يقول دبلوماسيون إن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى ترسيخ منطقة نفوذ في جنوب سوريا، مستغلة الضغط الدرزي الداخلي. ويعلق دبلوماسي أمريكي بالمنطقة: “هذه الغارات تعني ببساطة أن إسرائيل تقرر مكان الدبابات السورية”.

ترامب والشرع: بين التهدئة والطموحات الإقليمية

يؤكد التقرير أن إدارة ترامب كانت تأمل في تعزيز علاقاتها مع أحمد الشرع، القائد السابق لهيئة تحرير الشام، الذي أطاح ببشار الأسد العام الماضي. وكان ترامب قد اجتمع به في الرياض ضمن مساعي إدماجه في اتفاقيات إبراهام. ويعتقد دبلوماسيون أن الشرع يحظى بدعم تركي وسعودي، مما يزيد من تعقيد الموقف الإسرائيلي.

التطبيع في خطر: إسرائيل تقصف بينما تتفاوض

رغم المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل ونظام الشرع بوساطة إماراتية، فإن استمرار القصف يهدد فرص أي تقارب. ويقول دبلوماسي عربي: “يتحدثون عن السلام، لكن في اللحظة المناسبة يعودون إلى خيار تمزيق سوريا”.

موقف نتنياهو: لا تطبيع قبل التقسيم

يرى دبلوماسيون أن نتنياهو يفضل تفكيك الدولة السورية على الدخول في مسار تطبيع مع حكومة مركزية قوية. ويؤكد ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، أن “تقويض الدولة السورية أكثر أهمية لنتنياهو من أي تطبيع”.

الدرزية الإسرائيلية بين الانتماء والدفاع

تشكل الأقلية الدرزية في إسرائيل، والتي يخدم معظم أفرادها في الجيش، عاملًا حساسًا في المعادلة. فالكثير منهم لديهم أقارب في سوريا، ويتناقلون قصصًا عن الاغتصاب والقتل والاختطاف على يد ميليشيات النظام، ما يدفع بعضهم للمطالبة بعمل عسكري مباشر.

دعوات إسرائيلية لاغتيال الشرع

في تطور مثير، دعا وزير شؤون الشتات الإسرائيلي أميشاي شيكلي إلى اغتيال الرئيس الشرع، واصفًا إياه بـ”القاتل الإرهابي النازي”.

السيطرة على الجولان والحديث عن تقسيم

بعد سقوط نظام الأسد، وسّعت إسرائيل نفوذها في الجنوب السوري، مستغلة الفراغ الأمني. ويقول دبلوماسيون إن أي تطبيع مستقبلي يبدأ بإعادة تفعيل اتفاق فك الارتباط لعام 1974.

خلاصة: هل تعود سوريا موحدة؟

الواضح أن هناك صراعًا خفيًا بين تطلعات إدارة ترامب لدولة سورية موحدة، ورغبة إسرائيل في تقسيمها إلى كيانات طائفية. ومع تصاعد القصف، وتورط قوى إقليمية كتركيا وقطر، يبدو أن مستقبل سوريا لا يزال معلقًا بين دبلوماسية تعثرت، ونيران لا تهدأ.

لندن – اليوم ميديا