WhatsApp Image 2025-07-17 at 10.02.07 PM

من الحريق

في واحدة من أبشع الكوارث التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة، اندلع حريق ضخم في مركز “كورنيش هايبر ماركت” التجاري بمدينة الكوت، مما أسفر عن مقتل 63 شخصاً على الأقل، معظمهم قضوا اختناقاً داخل الحمامات أو حُصروا في المصاعد، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية العراقية.

اندلع الحريق مساء الأربعاء في الطابق الأول من المبنى المكوّن من خمسة طوابق، وامتد بسرعة مذهلة التهمت خلالها ألسنة اللهب كامل المركز التجاري الذي لم يمضِ على افتتاحه سوى أيام قليلة، بحسب مصادر أمنية وطبية.

وبينما لا يزال سبب الحريق غير معروف، أفاد أحد الناجين لوكالة فرانس برس أن مكيف الهواء في الطابق الأول انفجر فجأة، ما أدى إلى اندلاع الحريق. ومع غياب أنظمة إنذار فعّالة أو مخارج طوارئ آمنة، لم يتمكن الكثيرون من الفرار.

أحد سكان المدينة، علي كاظم (51 عاماً)، تنقّل بين أطلال المبنى المحترق والمستشفى الرئيسي بحثاً عن ابن عمه وزوجته وأطفاله الثلاثة الذين كانوا يتسوقون وقت الحريق. “لا نعرف ماذا حدث لهم”، قال بصوت مكسور بينما انتظر أنباء عن مصيرهم وسط وجود مكثف لفرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف.

وسائل التواصل الاجتماعي عجّت بمقاطع صادمة أظهرت متسوقين، بينهم أطفال، عالقين على سطح المبنى وهم يصرخون طلباً للنجدة. في المقابل، أكدت فرق الدفاع المدني أنها أنقذت أكثر من 45 شخصاً كانوا محاصرين داخل المركز.

العدد النهائي للضحايا قد يرتفع، حيث لا تزال 14 جثة متفحمة مجهولة الهوية قيد الفحص في الطب العدلي، وفق مصدر طبي في الكوت. كما أن المستشفيات مكتظة بالمصابين، وسط حالة من الهلع والذهول بين الأهالي الذين يتوافدون للبحث عن أقاربهم المفقودين.

وقال محافظ واسط، محمد المياحي، إن الضحايا ينتمون لفئات مختلفة: رجال، نساء، وأطفال، مؤكداً أن تحقيقاً عاجلاً فُتح لمعرفة الأسباب وتحميل المسؤوليات.

هذه الكارثة تعيد إلى الواجهة مأساة الإهمال المتكرر في تطبيق قواعد السلامة في المنشآت العراقية، ما يثير تساؤلات حادة عن الرقابة والمحاسبة في بلد شهد حرائق مماثلة في مستشفيات وأسواق ومناسبات عامة خلال السنوات الماضية.

لندن – اليوم ميديا