كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الثلاثاء، عن تطور لافت في ملف الإغاثة في غزة، يتمثل في إنشاء صندوق المساعدات الإنسانية لغزة، وهو كيان بات يحتكر توزيع المواد الغذائية في القطاع منذ ديسمبر 2023.
دعم سياسي من تل أبيب وواشنطن
وفقًا للصحيفة، حصلت إسرائيل على “الضوء الأخضر” لتأسيس الصندوق عقب تعيين يسرائيل كاتس وزيرًا للدفاع في نوفمبر 2024، بالتزامن مع انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويُعد ترامب، المعروف بمواقفه المتشددة الداعمة لإسرائيل، من أبرز الممهدين لهذا التحرك، مما منح تل أبيب هامشًا سياسيًا واسعًا لتحويل المساعدات إلى أداة ضغط وتحكم.
غموض في التمويل ورفض دولي للمشاركة
رغم تسويق الصندوق على أنه مبادرة إنسانية، فإن هيكليته ما زالت غامضة بشدة، ولا سيما ما يتعلق بمصادر تمويله. ووفق الصحيفة، خصصت وزارة الخارجية الأمريكية 30 مليون دولار للصندوق في يونيو 2025، لكن هذه الأموال لم تُوزّع حتى اللحظة.
وذكرت المصادر أن المنظمات الإنسانية الدولية الكبرى رفضت التعاون مع الصندوق، ما يعكس فقدان الثقة في نواياه وآلياته، في ظل استمرار الحصار المفروض على سكان غزة.
شركات خاصة وفضائح علاقات عامة
أثار المشروع جدلاً إضافيًا بعد مشاركة شركات استشارية خاصة، إذ تحوّلت مساهمتها إلى “كارثة علاقات عامة”، خاصة بعد انكشاف بعض تفاصيل الإدارة والتمويل. ويدير الصندوق رجل الأعمال جوني مور، المستشار السابق في حملة ترامب، فيما يقع المقر القانوني الرئيسي له في ولاية ديلاوير الأمريكية.
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز، يلعب الفرع السويسري للصندوق، الذي أسسه مواطن من أرمينيا، دورًا بارزًا في توزيع الأموال وتنفيذ الشحنات، ما زاد من تعقيد وتشابك المصالح.
تحذيرات من الفشل وتصاعد التوتر
تشير تقارير الصحيفة إلى أن مسؤولين إسرائيليين حذروا مسبقًا من احتمال فشل المشروع بسبب عدد مراكز التوزيع المحدود ونقص المواد الغذائية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الغضب الشعبي واندلاع أعمال عنف.
وتخشى جهات دولية أن يكون الهدف من المشروع عزل الأونروا والمنظمات الأممية، واستبدالها بكيان يتبع سياسياً للولايات المتحدة وإسرائيل، في محاولة لتطويع الإغاثة وفقًا للأجندة السياسية.
لندن – اليوم ميديا