في خطوة غير مسبوقة، أعلنت السلطات البلجيكية اعتقال جنديين إسرائيليين يشتبه بتورطهما في جرائم إبادة جماعية في غزة، خلال مشاركتهما في مهرجان “أرض الغد” الموسيقي في بلدة بوم. وتم استجوابهما رسميًا بعد التعرف عليهما بموجب شكوى عاجلة قدمتها منظمات حقوقية دولية.
هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توقيف جنود إسرائيليين بشكل رسمي في أوروبا على خلفية المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.
“الهروب من العدالة لم يعد ممكنًا”: حملة عالمية لملاحقة قتلة الأطفال
الاعتقال جاء ضمن حملة قانونية تقودها مؤسسة حقوق الإنسان و”شبكة الإجراءات القانونية العالمية”، في إطار جهود لمحاكمة الجنود الإسرائيليين المتورطين في مجازر تطهير عرقي وقتل جماعي في غزة، خاصة بعد توثيق عمليات إعدام بحق مدنيين ومساعدين طبيين.
وفي واقعة سابقة، فر جندي احتياط إسرائيلي من البرازيل بعد أن فتح القضاء هناك تحقيقًا في مشاركته بتدمير منازل مدنية في غزة.
قضية هند رجب: الطفلة التي أيقظت ضمير العالم
الحملة الدولية تحمل اسم الطفلة الفلسطينية “هند رجب” (6 سنوات) التي اغتيلت مع عائلتها بنيران دبابة إسرائيلية، رغم محاولات استغاثة ابن عمها ليان (15 عامًا)، الذي نقل نداء النجدة عبر الهاتف:
“إنهم يطلقون النار علينا… نحن نختبئ بجوار الدبابة.”
تحقيق صحفي-جنائي مشترك بين “الجزيرة” ومجموعة “الهندسة المعمارية الجنائية” و”إيرسايت” كشف أن السيارة التي كانت تقل هند وعائلتها أصيبت بـ335 طلقة، كما تم توثيق مقتل مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني خلال محاولتهم إنقاذ الطفلة.
هل بدأت إسرائيل تدفع ثمن الإبادة؟
قرار بلجيكا باستجواب واعتقال الجنود يؤكد أنها اعترفت بولايتها القضائية بموجب القانون الدولي، ما يشير إلى بداية كسر الحصانة السياسية والعسكرية التي طالما تمتعت بها إسرائيل.
مع تصاعد الضغط الحقوقي والدولي، يبدو أن جنود الاحتلال باتوا يخشون السفر خوفًا من الملاحقة. فهل يكون هذا التحول مقدمة لمحاكمات واسعة في لاهاي؟
لندن – اليوم ميديا