حرية للبيع في إيران: 15 عامًا سجنًا أو 30 مليون دولار لفك أسر بحّارَين يمنيين

لا تزال مأساة البحّارَين اليمنيَين محبوب عبد ومحمود وحيد تتفاعل منذ أكثر من عامين، عقب احتجازهما من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني في أكتوبر 2022، أثناء عبور ناقلة النفط “إريانا” المياه الإقليمية العُمانية في طريقها إلى ميناء المخا.

ورغم الإفراج عن معظم أفراد الطاقم في وقت لاحق، لا يزال البحّاران رهن الاعتقال في ظروف قاسية، تُوصف بأنها غير إنسانية، وفق تقارير حقوقية.

حكم قاسٍ.. 15 عامًا سجنًا أو 30 مليون دولار

في تطور صادم، أصدرت محكمة إيرانية في مدينة بندر عباس حكمًا يقضي بسجن البحّارَين اليمنيَين 15 عامًا، أو دفع فدية مالية تعجيزية تبلغ 30 مليون دولار للإفراج عنهما.

وتشير مصادر حقوقية إلى أن السلطات الإيرانية تسعى لاستخدام الملف كورقة مقايضة سياسية في ملفات تبادل الأسرى، ما أثار موجة غضب داخل الأوساط اليمنية والدولية.

ظروف احتجاز صادمة.. وأوضاع صحية خطيرة

أكد المركز الأمريكي للعدالة أن البحّارين يعيشان ظروفًا إنسانية “كارثية”.
يعاني محمود وحيد من مضاعفات خطيرة إثر عملية قلب مفتوح سابقة، في ظل انعدام الرعاية الصحية والحرمان من الأدوية. أما القبطان محبوب عبد، فقد خضع لعملية جراحية في 2023 إثر إصابته بفتق حاد، دون متابعة طبية كافية.

وتكشف الشهادات عن إهمال طبي جسيم وسوء تغذية، وصلت حدّ إصابة بعض البحارة السابقين بشلل نصفي، وسط صمت رسمي من الشركة المالكة للسفينة.

حملة تضامن إلكترونية.. ومطالب بتدخل حكومي عاجل

في مواجهة هذا الابتزاز، أطلق ناشطون يمنيون وحقوقيون حملة إلكترونية واسعة تطالب الحكومة اليمنية، ممثلة بوزير الخارجية شائع الزنداني، بالتحرك الفوري.

ودعا المركز الأمريكي للعدالة في بيان رسمي إلى التواصل مع البعثة اليمنية لدى الأمم المتحدة، ورفع القضية إلى المقررين الأمميين المعنيين بالاحتجاز التعسفي، مؤكدًا أن الصمت قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

ابتزاز إيراني أم قضية أمنية؟ خلفيات الاحتجاز

برّرت إيران احتجاز السفينة بادعاء دخولها مياهها الإقليمية، إلا أن تقارير ملاحية أكدت أن الناقلة كانت على مسار قانوني بين الشارقة والمخا، ما يعزز فرضية “الاستهداف الممنهج”.

وقد أفرجت طهران لاحقًا عن 17 بحّارًا من اليمن والعراق، فيما أبقت على اثنين فقط، ما يطرح علامات استفهام حول الانتقائية السياسية في ملف الاحتجاز.

وتُعد هذه السياسة جزءًا من نهج إيراني متكرر، يستخدم المدنيين كورقة تفاوض، كما سبق أن وثقته منظمة العفو الدولية.

ما وراء القضبان.. اختبار حقيقي للسيادة اليمنية

تجاوزت القضية أبعادها الفردية، لتتحول إلى اختبار صارخ لكرامة الدولة اليمنية، ومصداقية النظام الدولي في حماية المدنيين أثناء النزاعات.

في ظل غياب ضغط سياسي فاعل، يخشى مراقبون أن يتحول ملف البحّارَين إلى رهينة دبلوماسية طويلة الأمد، تُقايَض فيها الأرواح بمصالح جيوسياسية.

عدن – نادر الشرفي

زر الذهاب إلى الأعلى