هل تتصدّع هدنة اليمن؟.. تصعيد حوثي وتحركات عسكرية تهدد بانفجار وشيك

رغم مرور أكثر من عامين على الهدنة التي أوقفت صوت المدافع في اليمن، تلوح في الأفق مؤشرات ميدانية وعسكرية تهدد بعودة أجواء الحرب. فخلال الأيام الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الرسمية والمخاوف الشعبية من خروقات نوعية وهجمات مباغتة نفذتها جماعة الحوثي في عدة جبهات.
تزامنت هذه التطورات مع رصد تحركات عسكرية واسعة للحوثيين في أكثر من محور، ما أعاد إلى الأذهان أجواء التصعيد التي سبقت اتفاق الهدنة نهاية 2023، والذي كان من المفترض أن يمهد الطريق لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
هجوم صعدة.. أعنف خرق للهدنة منذ 2022
أواخر يوليو، أعلن الجيش اليمني تصديه لهجوم حوثي مباغت في محور علب بمحافظة صعدة الحدودية، أسفر عن مقتل 10 جنود وإصابة آخرين، مقابل سقوط عشرات القتلى في صفوف الجماعة. وُصف هذا الهجوم بأنه الأضخم منذ بدء الهدنة الأممية في أبريل 2022.
مصادر ميدانية أكدت أن الهجوم تزامن مع محاولة تقدم باتجاه مواقع استراتيجية، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من صده. كما رُصدت تحركات عسكرية أخرى للحوثيين في جبهات مأرب والحديدة ولحج، ما اعتبره مراقبون تصعيدًا منظمًا لاختبار جاهزية القوات الحكومية.
مأرب والحديدة.. جبهات على صفيح ساخن
في مأرب، تُظهر المؤشرات استعداد الجماعة لشن هجمات عبر جبهة البلق الشرقي للوصول إلى حقول النفط والغاز في صافر، بالتزامن مع عمليات حشد في مديرية الجوبة تحت غطاء فعاليات تدريبية.
أما في محافظة لحج، فقد وصلت تعزيزات حوثية إلى جبهة كرش – حيفان، مع تمركزها في مديرية خدير شمال الشريجة، في خطوة يُرجح أنها تهدف إلى قطع خطوط الإمداد عن جبهات الضالع وتعز.
وفي الساحل الغربي، عززت الجماعة مواقعها جنوب الحديدة، وأدخلت شحنات أسلحة حديثة إلى منطقة العساكرة بمديرية جبل رأس، وسط تقارير عن تصاعد وتيرة تهريب السلاح من إيران عبر البحر الأحمر.
عمليات تجنيد واختراق أمني في عدن
لم يقتصر التصعيد الحوثي على الجانب العسكري، إذ أعلنت شرطة عدن عن ضبط شبكة تعمل لصالح الجماعة، متهمة أفرادها بتجنيد شبان وإرسالهم للتدريب في مناطق الحوثيين مقابل مبالغ مالية.
وبحسب التحقيقات، استقطبت الشبكة نحو 20 شابًا خلال الأشهر الماضية، في مؤشر على استمرار الجماعة بتفعيل خلايا نائمة داخل مناطق الحكومة الشرعية استعدادًا لأي تصعيد مرتقب.
تهديد بحري جديد قرب باب المندب
وفي تطور لافت، أعلنت قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح، إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة إيرانية الصنع كانت تستهدف دورية لخفر السواحل اليمنية قرب جزيرة زقر في البحر الأحمر.
وأكدت القوات أن الدفاعات الجوية اعترضت الطائرة وأسقطتها قبل وصولها للهدف، في حين انتشلت وحدات البحرية حطامها. الحادثة اعتُبرت رسالة تصعيدية، خصوصًا في ظل تصاعد الأنشطة البحرية الحوثية الموجهة ضد القوات الحكومية في هذا القطاع الاستراتيجي.
ختام: هل تصمد الهدنة؟
رغم استمرار المساعي الدولية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، تؤكد التطورات الأخيرة هشاشة الهدنة وتنامي المخاطر. فالمشهد الميداني ينبئ باحتمالات عودة أجواء الحرب، وسط تخوف شعبي من أن تكون الهدنة قد انتهت فعليًا دون إعلان رسمي.
تقرير خاص – اليوم ميديا