56% من الإسرائيليين يخشون السفر.. الغضب يتصاعد ضد الدولة العبرية

كشفت نتائج استطلاع نشرته “القناة 12” الإسرائيلية، الجمعة، عن مخاوف كبيرة لدى الإسرائيليين تجاه السفر إلى الخارج، حيث عبّر 56% منهم عن خشيتهم من التعرض لمضايقات أو حوادث معادية بسبب تصاعد الغضب الدولي تجاه إسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة. يأتي هذا الاستطلاع في ظل توالي حوادث معادية للإسرائيليين في وجهات سياحية عالمية، أبرزها اعتداءات في اليونان وأوروبا، وظهور ملصقات “الإسرائيليون غير مرحب بهم” في إيطاليا.
تصاعد الحوادث العالمية ضد الإسرائيليين
شهدت الأسابيع الأخيرة أحداثًا بارزة زادت من قلق الإسرائيليين، منها اعتداء في أثينا حيث قُضم جزء من أذن سائح إسرائيلي على خلفية صرخات مناهضة لإسرائيل، واعتداءات في جزيرة رودس اليونانية، بالإضافة إلى منع سفينة سياحية إسرائيلية من الرسو في جزيرة سيروس بسبب احتجاجات مناهضة. هذه الحوادث تؤكد تزايد العزلة الدولية والمخاوف الأمنية التي يعيشها المواطن الإسرائيلي خارج حدود بلاده.
تراجع ثقة الإسرائيليين بحكومتهم
أظهر الاستطلاع أن 67% من الإسرائيليين لا يشعرون بأن الحكومة الحالية تمثلهم، بينما عبر 29% فقط عن شعور بالتمثيل الحكومي. وحتى بين ناخبي ائتلاف نتنياهو، 44% يرون أن السياسات لا تعبر عن إرادتهم. كما يعكس الاستطلاع تقييمًا سلبيًا لأداء كبار المسؤولين، حيث وصف 55% أداء نتنياهو بأنه “ضعيف”، و53% انتقدوا أداء وزير الدفاع، و67% اعتبروا وزير المالية “ضعيفًا”، في مؤشر على أزمة ثقة عميقة داخل الجمهور الإسرائيلي تجاه القيادة السياسية.
مطالبة بوقف شامل لإطلاق النار وصفقة أسرى كاملة
فيما يخص الحرب والرهائن المحتجزين في غزة، أعرب 62% من الإسرائيليين عن تأييدهم لصفقة شاملة تتضمن الإفراج الكامل عن جميع الأسرى، بينما 28% فقط يدعمون توسيع العملية العسكرية واحتلال القطاع بالكامل. وأوضح الاستطلاع أن 49% يعارضون إنشاء مستوطنات جديدة في غزة مقابل 36% يؤيدون الاستيطان.
جدل سياسي داخلي وتصاعد الأزمة الأخلاقية
تفاقمت الأزمة السياسية بعد تعيين حانوخ ميلفيدسكي، عضو الكنيست عن حزب الليكود، رئيسًا للجنة المالية رغم وجود تحقيق ضده في اتهامات خطيرة. حيث عبّر 70% من المشاركين في الاستطلاع عن رفضهم لهذا التعيين، معتبرين أنه “يتجاوز الخط الأحمر”، وسط انتقادات حادة من المعارضة وقيادات حقوقية، خاصة على خلفية اتهامات الاعتداء الجنسي.
زعيم المعارضة يئير لبيد وصف القرار بأنه “إضفاء طابع طبيعي على إلحاق الأذى بالنساء” و”تجاوز لكل الخطوط الحمراء”.
خلاصة
استطلاع الرأي الأخير يعكس واقعًا معقدًا ومتوترًا داخل إسرائيل، حيث تتزايد المخاوف الأمنية والخوف من العزلة الدولية، يتزامن مع تصاعد النقد الداخلي للحكومة وقياداتها، وازدياد المطالب بإنهاء الحرب عبر حلول سياسية شاملة.
في ظل هذا الواقع، يواجه الإسرائيليون تحديات أمنية وشعبية معًا، داخل البلاد وخارجها، وسط أجواء من الاستقطاب الحاد وعدم الاستقرار السياسي.
لندن – اليوم ميديا