أحمد الشرع (سانا)
في 2 فبراير 2025، قام الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني، بأول زيارة خارجية له إلى الرياض، حيث استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحفاوة لافتة.
هذه الزيارة اعتُبرت أوضح إشارة حتى الآن إلى استعداد السعودية للمراهنة على رجل قاد سابقاً فصيل هيئة تحرير الشام المتحالف مع القاعدة، والذي أعاد صياغة صورته ليصبح رئيس الدولة الانتقالية في سوريا.
جاءت هذه الخطوة بينما كانت الدماء ما تزال تُسفك في السويداء واللاذقية على يد القوات التابعة للشرع، تزامناً مع غارات جوية إسرائيلية استهدفت دمشق، بما في ذلك مقر هيئة الأركان العامة السابق.
في تلك اللحظة الحرجة، تحركت السعودية وقطر بسرعة لدعم الشرع سياسياً ومالياً، بهدف تثبيت حكمه ومنع انفجار الأوضاع.
رغم المظاهر الرسمية الدافئة، فإن الدعم العربي للشرع لا يعكس جبهة موحدة. فلكل دولة حساباتها الخاصة، من الطموحات السياسية إلى المخاوف الأمنية من عدم الاستقرار، مع غياب موقف عربي متماسك.
في نوفمبر 2024، قبل شهر من الإطاحة ببشار الأسد، حضر الأخير القمة العربية الإسلامية في الرياض، في خطوة بدت وكأنها بداية مرحلة جديدة من العلاقات.
لكن انهيار النظام السوري بسرعة، نتيجة تحرك تركي إسرائيلي جريء مستغلاً الانتقال الرئاسي الأمريكي من بايدن إلى ترامب، قلب الموازين وأجبر العواصم العربية على إعادة ترتيب أوراقها.
الدعم الخليجي للشرع ينبع من الخوف من تفكك سوريا، لكن النهج يختلف بين دول الخليج وجيران سوريا المباشرين، مثل لبنان والأردن والعراق، الذين يواجهون تهديدات أمنية مباشرة.
في لبنان، تسود حالة من الحذر في التعامل مع حكومة الشرع.
رغم الزيارات المتبادلة، فإن بيروت ترفض الانخراط السياسي العميق قبل خطوات واضحة من دمشق.
استطلاعات الرأي أظهرت أن 73% من اللبنانيين يرون أن الاضطرابات في سوريا تشكل تهديداً وجودياً، بينما يخشى 68% اندلاع حرب عبر الحدود.
الأردن كان من أوائل الدول التي وسّعت علاقاتها مع الشرع، خاصة في مجال التجارة والأمن ومكافحة المخدرات. لكن خلف الأبواب المغلقة، هناك مخاوف عميقة من تصاعد التيارات السلفية والإخوان المسلمين داخل الأردن نتيجة النفوذ السوري الجديد.
بغداد تحافظ على علاقات محدودة مع حكومة الشرع، وسط انقسام داخلي حول التعامل معه. المخاوف الرئيسية تتركز على عودة داعش وتنامي نفوذ فصائل سنية مدعومة من دمشق.
القاهرة تشكك في قدرة الشرع على ضبط المتطرفين، وتخشى توسع الإخوان المسلمين ونقل المقاتلين إلى ليبيا. التعاون بين البلدين يظل ضعيفاً للغاية وتحت رقابة مشددة.
رغم استقبال الشرع في أبوظبي مرتين، فإن الإمارات تتبنى نهجاً حذراً وتفضل الاتصالات الهادئة على الاستثمارات المباشرة، خاصة بعد اضطرابات السويداء.
الدوحة تظل الحليف الأبرز للشرع، مستثمرة في الكهرباء والاتصالات عبر شراكات تركية. لكنها لم تتردد في السماح بانتقادات علنية لسياسته تجاه الأقليات والإخوان المسلمين.
بالنسبة للرياض، يمثل دعم الشرع أداة لعزل إيران، مع محاولة إعادة صياغة النفوذ السعودي في سوريا، بعيداً عن التطرف الذي تبنته بعض الفصائل سابقاً.
لندن – اليوم ميديا
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…
زيد بن كمي الصور التي بثّتها قناة «العربية» من غزة هذا الأسبوع بعد أن وضعت…