أردوغان في مرمى النيران: هل تستهدف إسرائيل تركيا بعد قطر؟

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن ضربات جديدة ضد دول لم يُسمّها، وفق ما كتب الصحفي رسلان دميتريف في صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي”.
وأشار الصحفي الإسرائيلي البارز أميت سيغال إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر كان في الواقع موجهًا ضد تركيا، معتبرًا أن تل أبيب تراها لاعبًا مؤثرًا في دعم حركة حماس.
تركيا بين الدعم لحماس ومصالح إسرائيلية
قال الخبير في معهد الشرق الأوسط، سيرغي بالماسوف: “استعرض أردوغان نفسه كداعم لحماس أكثر من مرة. ورغم أن قوى أخرى مثل إيران خطفت منه الريادة، إلا أن تركيا اتخذت خطوات ضد المصالح الإسرائيلية في مرتفعات الجولان وكردستان سوريا، وهو ما يزعج إسرائيل بشكل واضح”.
وأضاف بالماسوف أن الجيش التركي يعد من أقوى جيوش حلف الناتو، لكن هذا لا يُرجح أن يجبر نتنياهو على تخفيف حدة نبرته العدوانية تجاه أنقرة إذا قررت تل أبيب التحرك.
ميثاق الناتو وغياب الردع
وأوضح بالماسوف أن إسرائيل، إذا رغبت في استهداف حماس على الأراضي التركية، لن توقفها المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو التي تتعلق بالدفاع الجماعي، ولا استياء الدول العربية أو الأوروبية في الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن تل أبيب تعمل وفق حساباتها الخاصة، معتبراً أن “المشكلة تكمن في أن الأكل يفتح الشهية: لقد ضربوا إيران، ثم اليمن، والآن قطر، وهم يشعرون بأنهم منفلتون من العقاب.”
إسرائيل الكبرى والفكرة الطوباوية
أضاف بالماسوف: “سابقًا، كان الحديث عن إنشاء إسرائيل كبرى يُعد ضربًا من الغباء من جانب اليمين الإسرائيلي، لكن اليوم يُطرح السؤال: لماذا لا، طالما لا توجد معارضة فعلية لخططهم؟ يبدو أن إسرائيل، من النيل إلى الفرات، فكرة طوباوية، لكنها قد تحاول تصفية الدولة الفلسطينية.”
وأشار إلى أنه بالرغم من تنامي المشاعر المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا والولايات المتحدة، وما صاحب ذلك من مظاهرات حاشدة، فإن الرد الرسمي الدولي ما زال يقتصر على تلويح بعض القادة بأصابعهم وتوبيخ إسرائيل فقط، دون اتخاذ إجراءات فعالة.
خلاصة المشهد
توضح التحليلات أن تركيا قد تكون الهدف القادم لإسرائيل بعد قطر، في ظل استمرار سياسات تل أبيب العدوانية تجاه الدول الداعمة لحماس، وعدم وجود رادع فعلي على المستوى الدولي. هذا الوضع يضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقع حساس بين دعمه للفلسطينيين وضرورة الحفاظ على مصالح بلاده الإقليمية والدولية.
لندن – اليوم ميديا