تحالف الردع الجديد: ماذا تعني اتفاقية السعودية وباكستان لواشنطن وتل أبيب؟

أثار الاتفاق الدفاعي المشترك الذي وقعته السعودية وباكستان يوم الأربعاء تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبره مراقبون خطوة استراتيجية تحمل رسائل متعددة في اتجاهات مختلفة، أبرزها واشنطن وتل أبيب.
وتنص الاتفاقية التي وقعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، على أن أي اعتداء على أحد البلدين يُعتبر اعتداءً على كليهما، ما يضع العلاقات الثنائية في إطار ردعي جديد.
رسائل سياسية إلى واشنطن وتل أبيب
الخطوة وُصفت على المنصات الرقمية بأنها “رسالة ردع لإسرائيل” و”رسالة نووية إلى واشنطن”، حيث رأى البعض أن الرياض ترسم ملامح توازن أمني إقليمي جديد، فيما أكد آخرون أن الاتفاقية تقطع الطريق على التهديدات الإسرائيلية وتكشف عن فقدان الثقة في الحماية الأمريكية التقليدية.
باكستان تحت المظلة السعودية
قال ناشط على منصة “إكس” إن الاتفاق “يؤكد ثقل الرياض في صياغة موازين الأمن الإقليمي ويضع باكستان بعمق تحت المظلة السعودية”.
في المقابل، اعتبر آخر أن السعودية “وضعت حداً لعنتريات نتنياهو”، فيما وصفها آخر بأنها “إعلان عن خريطة تحالفات جديدة في المنطقة”.
أبعاد إقليمية: إيران، الصين والهند في المعادلة
أشار محللون إلى أن الاتفاقية لا تنفصل عن شبكة تحالفات أوسع، إذ ترتبط باكستان بعلاقات وثيقة مع إيران والصين، بينما تبحث طهران والرياض إمكانية توقيع اتفاق دفاعي مشابه.
وبالتالي، فإن أي اعتداء هندي محتمل على باكستان قد يُعتبر اعتداءً على السعودية، والعكس صحيح، ما يجعل التوازنات العسكرية في جنوب آسيا والخليج مرتبطة أكثر من أي وقت مضى.
استقبال استثنائي في أجواء المملكة
على المستوى الرمزي، أثار مشهد استقبال مقاتلات سعودية لطائرة رئيس وزراء باكستان لحظة دخوله الأجواء السعودية تفاعلاً واسعاً.
وأظهر مقطع فيديو كابتن طائرة حربية سعودية وهو يوجه تحية لاسلكية لشهباز شريف: “مرحباً برئيس الوزراء الباكستاني”. ورد الأخير بمثلها ملوحاً بيده وموجهاً الشكر للملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
اعتبر النشطاء هذا المشهد “استقبالاً يفيض بالهيبة”، ورسالة إضافية تعكس عمق الشراكة الدفاعية بين البلدين.
زيارة دولة ورمزية سياسية
وصل شهباز شريف إلى الرياض في زيارة دولة، وكان في استقباله بمطار الملك خالد الدولي عدد من كبار المسؤولين، بينهم الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، ووزير الاستثمار خالد الفالح، إضافة إلى السفيرين السعودي والباكستاني.
وتؤكد هذه المراسم الرسمية المستوى الاستراتيجي للعلاقة التي تضع الرياض وإسلام آباد على مسار جديد قد يُغيّر موازين القوى في المنطقة.
لندن – اليوم ميديا