فلسطين تظهر لأول مرة في خرائط الحكومة البريطانية
في خطوة وصفها المراقبون بـ«التاريخية»، أعلنت ثلاث دول غربية بارزة – بريطانيا وكندا وأستراليا – عن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وسط توقعات بانضمام مزيد من حلفاء إسرائيل.
هذه الخطوة تأتي في أعقاب ما يُعرف بـ«طوفان الأقصى»، الهجوم الأخير الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
التساؤل الذي يطرحه المراقبون الآن: هل كان طوفان الأقصى العامل الحاسم في دفع الدول الغربية لاعتماد الاعتراف الرسمي بفلسطين، أم أن هذه خطوة دبلوماسية مستقلة ضمن إعادة ترتيب موازين القوى في الشرق الأوسط؟
يشير المحللون إلى أن الهجوم مثل صدمة عالمية أعادت تسليط الضوء على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وزادت الضغوط على الحكومات الغربية للقيام بخطوات رمزية لدعم حل الدولتين.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كولومبيا، د. جوناثان ميلر، إن «الهجوم أعاد القضية الفلسطينية إلى رأس الأولويات في العواصم الغربية، وأجبر المسؤولين على الموازنة بين الضغط الداخلي على حماية المدنيين والاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة».
المحلل السياسي الفرنسي، بيير لوران، أضاف: «الموجة الثلاثية من الاعتراف ليست مجرد رمزية، بل رسالة واضحة لإسرائيل بأن المجتمع الدولي يراقب عن كثب سياساتها في الضفة الغربية وغزة، خصوصاً في ظل التوسع الاستيطاني المستمر».
المملكة المتحدة، التي كانت رائدة في هذه الخطوة، أكدت أن الاعتراف جاء ضمن استراتيجية واسعة لتعزيز الحل السياسي على أساس حل الدولتين. بينما وصفت كندا وأستراليا الاعتراف بأنه «تأكيد على التزامهما بالقانون الدولي وحقوق الفلسطينيين».
مع ذلك، تشير بعض التقديرات إلى أن القرار ليس انتصارًا كاملًا للقضية الفلسطينية، بل خطوة مدروسة لتجنب الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وهو ما تؤكده التصريحات الدبلوماسية التي رافقت الإعلان، والتي حذرت من أن الاعتراف لا يعني منح حماس أي مكافأة أو دعم لها.
تثير أحداث طوفان الأقصى تساؤلات حول ما إذا كان الهجوم يشكل السبب المباشر وراء القرار الغربي. يقول د. ميلر: «الهجوم على إسرائيل أعاد التركيز الإعلامي والسياسي على الصراع، لكن الاعتراف الدولي بفلسطين كان نتيجة تراكم ضغط دبلوماسي مستمر منذ سنوات، خاصة بعد توسع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والممر E1».
في الوقت نفسه، يرى محللون آخرون أن الاعتراف جاء كتحرك وقائي، يهدف لتأمين موقع فلسطين على الخارطة الدبلوماسية قبل أن تتخذ إسرائيل خطوات أحادية الجانب قد تقضي على حل الدولتين نهائياً.
ردّت إسرائيل على الخطوة الغربية باعتبارها «مكافأة للإرهاب»، كما أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مؤكداً أنه لن تُقام دولة فلسطينية، وأن حكومته ستواصل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية. وتنبع المخاوف الإسرائيلية من إمكانية استخدام هذا الاعتراف كذريعة لمزيد من الضغوط الدولية، بما في ذلك فرض عقوبات أوروبية وعزلة دبلوماسية محتملة.
من المتوقع أن تنضم دول أخرى إلى قائمة الاعتراف بفلسطين، مما قد يوسع دائرة الضغوط على إسرائيل ويعيد تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية.
ويشير دبلوماسي غربي، فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن «الاعتراف بثلاث دول قد يكون البداية فقط، وسترى إسرائيل موجة أكبر من الاعترافات في الأشهر المقبلة، خصوصاً إذا استمرت عمليات الاستيطان والتهجير».
تجمع هذه الخطوة بين الرمزية والدبلوماسية العملية، حيث يعكس الاعتراف الغربي ببعده السياسي والإنساني المتشابك. وفي ظل استمرار التوترات، يبقى السؤال المحوري: هل كان طوفان الأقصى الشرارة التي دفعت المجتمع الدولي إلى التحرك، أم أن الاعتراف بفلسطين كان نتيجة تراكم طويل من الضغوط الدولية والسياسات الإسرائيلية المثيرة للجدل؟
يبقى التأكيد على أن الاعتراف الدولي بفلسطين يشكل اختبارًا حقيقيًا لردود الفعل الإسرائيلية والإقليمية، ويعيد النقاش حول مستقبل حل الدولتين إلى واجهة الاهتمام العالمي، وسط مخاوف من تصعيد محتمل يزيد من تعقيد الوضع على الأرض.
لندن – اليوم ميديا
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…
قد لا يقتصر دور الإيبوبروفين على تسكين الصداع وآلام العضلات والدورة الشهرية، بل قد يمتد…
أطلقت شركة ريد ماجيك أحدث هواتفها الذكية الموجهة للألعاب في الصين، مزودًا بنظام تبريد سائل…
في تصعيد جديد بين حماس وواشنطن، ردّت الحركة على بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي زعم…
تصاعدت التوترات في غزة مجددًا بعد أن شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على رفح وجباليا،…