صوت القنابل يعلو الهدنة.. ورفح على فوهة الغضب

تصاعدت التوترات في غزة مجددًا بعد أن شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على رفح وجباليا، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ مطلع الشهر الجاري.

وأفاد مصدر لـ”اليوم ميديا” بأن ثلاث غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما دوّى انفجار كبير في آلية عسكرية إسرائيلية قرب المنطقة الحدودية.

وفي شمال غزة، طال القصف مخيم جباليا المكتظ بالسكان، لتتجدد مشاهد الدمار التي لم تندمل بعد.

شهود عيان أكدوا أن أصوات الانفجارات دوّت لساعات، فيما سادت حالة من الهلع بين المدنيين مع استمرار تحليق الطائرات الحربية في سماء القطاع.

 دعوات لاستئناف القتال

وفي تل أبيب، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى استئناف القتال في غزة، معتبرًا أن “حماس لا تحترم الاتفاقات وتمثل خطرًا على أمن إسرائيل”.

وأضاف في تصريحات حادة أن “الهدنة تمنح العدو فرصة لإعادة التسلح”، مطالبًا نتنياهو بإصدار أوامر فورية بالعودة إلى العمليات العسكرية.

وبحسب مصادر إسرائيلية، عقد نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس اجتماعًا أمنيًا طارئًا لبحث الرد على ما وصفته إسرائيل بـ”انتهاكات حماس خارج الخط الأصفر”، وهي المنطقة العازلة التي رسمها الجيش مؤخرًا على حدود غزة.

 حماس ترد: إسرائيل تخرق الهدنة

في المقابل، شددت حركة حماس على أنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، متهمة إسرائيل باختلاق الذرائع والبحث عن تصعيد جديد.

وقالت الحركة في بيان رسمي إن “نتنياهو يحاول التهرب من التزاماته أمام الوسطاء، وجرّ المنطقة نحو انفجار جديد”، محذرة من أن “أي عدوان جديد على غزة سيقابل برد غير متوقع”.

 الخط الأصفر.. حدود النار والتهدئة

تزامنت الغارات مع استمرار الجيش الإسرائيلي في تثبيت علامات مادية صفراء تُعرف بـ”الخط الأصفر”، وهي حدود الانسحاب الجزئي الذي جرى بعد اتفاق شرم الشيخ.

ويؤكد مسؤولون إسرائيليون أن هذه العلامات تمثل “تحذيرًا صارمًا” من الاقتراب، بينما تراها حماس “حدودًا مفروضة بالقوة”

 هدنة هشة وأفق غامض

تبدو الهدنة في غزة اليوم أكثر هشاشة من أي وقت مضى، وسط اتهامات متبادلة ومحاولات وساطة جديدة لاحتواء التصعيد. وبينما تسعى القاهرة والدوحة وواشنطن لإنقاذ ما تبقى من الاتفاق، يلوّح صقور تل أبيب بخيار الحرب من جديد.

وفي المشهد، تبقى رفح وجباليا شاهدتين على معادلة تتكرر منذ سنوات: كلما اقترب الهدوء… عاد صوت القنابل ليعلو من جديد.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى