
من القصة
لندن – (أحمد القاضي)
رواية ميثاق النساء للكاتبة اللبنانية حنين الصايغ ليست مجرد سرد تقليدي عن المرأة في مجتمع محافظ، بل هي عمل أدبي يشتبك مع أسئلة الحرية والهوية والجسد من داخل بيئة درزية مغلقة. الرواية التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2025، تقدّم نموذجًا أدبيًا ناضجًا يعيد صياغة دور المرأة كقوة فاعلة لا كضحية.
أمل بونمر.. امرأة في مواجهة الجدران المغلقة
تدور الرواية حول “أمل بونمر”، امرأة ريفية تبحث عن ذاتها وسط عالم تحكمه التقاليد. رحلتها ليست تمرّدًا صريحًا، بل تحوّل داخلي يتقاطع فيه الشخصي مع الأسئلة الوجودية الكبرى: ماذا يعني أن تكون امرأة؟ ما معنى أن تحب، أن تخطئ، أن تختار؟
الهوية والحرية والتمرد بلغة شعرية رشيقة
تميزت الصايغ بأسلوبها الشاعري المتماسك، حيث توظف “شعر الموقف” لتعميق التجربة السردية دون الوقوع في الغموض أو التعقيد. الوصف المكثف للمشاعر، والاهتمام بالتفاصيل اليومية، يجعلان الرواية تلامس القارئ وتترك أثرًا عميقًا.
نظرة نسوية واقعية لا شعارات جوفاء
بعيدًا عن التنميط أو الخطابات الأيديولوجية، ترسم الرواية نساءً حقيقيات يعشن التحدي، ويتفاوضن مع القيود الاجتماعية بذكاء ومرونة. هنا، لا تنتظر المرأة الخلاص من الخارج، بل تصنعه من داخل التجربة.
“ميثاق النساء”: صوت جديد في الرواية النسوية العربية
بفضل توازنها بين المحلي والإنساني، وبين اللغة الرفيعة والحبكة المحكمة، تبرز رواية ميثاق النساء كواحدة من أهم الإصدارات النسوية المعاصرة في الأدب العربي. إنها رواية تكتب النساء فيها مصيرهن بأنفسهن، وتفتح أبوابًا للحوار العميق حول الجندر والحرية والتحوّل.