12 ولاية أميركية ترفع دعوى قضائية ضد ترامب
لندن – (محمد فال معاوية)
في قلب العاصفة التجارية والسياسية التي تعصف بالعالم، تقف “القارة العجوز” على حافة تحوّل تاريخي في علاقتها مع حليفها الأطلسي التقليدي، الولايات المتحدة. فمع تصاعد الخطاب العدائي للرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الاتحاد الأوروبي، وتهديداته المتكررة بفرض رسوم جمركية باهظة على الصادرات الأوروبية، لم تعد الشراكة عبر الأطلسي كما كانت عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
فهل نحن أمام بداية القطيعة بين أوروبا وواشنطن؟ وهل تنجح بروكسل في صياغة استراتيجية مستقلة بعيدًا عن المزاج الترامبي المتقلب؟ أم أن أوروبا ستظل، كما وصفها ترامب من قبل، “تستغل أميركا ولن تدفع ثمن حمايتها”؟
بينما تسعى بروكسل للحفاظ على ما تبقى من الشراكة الأطلسية، يتضح أن التوازن القديم لم يعد قائماً. تقول دراسة حديثة لمركز الإصلاح الأوروبي إن السياسات الترامبية تضع دول الاتحاد أمام خيارات صعبة: إما الرضوخ لابتزاز اقتصادي متصاعد، أو رسم مسار مستقل دفاعاً عن المصالح الأوروبية في وجه التهديدات الأميركية.
وبعد خلافات علنية مع قادة القارة، خصوصاً على خلفية الملف الأوكراني، لم يعد هناك مجال للشك بأن ترامب لا يرى في أوروبا حليفاً، بل عبئاً اقتصادياً وجيوسياسياً يجب تقليص نفوذه.
أشارت تقارير اقتصادية حديثة إلى أن تطبيق ترامب لتعريفاته الجمركية الجديدة سيكون له تأثير كارثي على اقتصادات أوروبا. أبرز ما ورد:
ويرى معهد كيل الألماني أن هذا التوقيت بالغ السوء، خصوصاً أن الاقتصادات الأوروبية تعاني أساساً من تباطؤ اقتصادي حاد. أما “دويتشه بنك” فقد أشار إلى أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو في الاتحاد الأوروبي بمعدل 0.2%، وخسائر تصديرية تتراوح بين 10% إلى 20%.
وحذّر بنك باركليز البريطاني من أن الإجراءات الأميركية قد ترفع التضخم في منطقة اليورو بنسبة 0.3%، مما سيؤدي إلى مزيد من الضغوط على أسعار السلع، وسط أزمة معيشية متفاقمة. كما قدّر “بي إن بي باريبا” الفرنسي خسائر الاقتصاد الأوروبي بنحو 20 مليار يورو سنوياً في حال استمرت الرسوم لعدة سنوات.
يعرض الرسم البياني أعلاه التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأميركية على صادرات القطاعات الصناعية الأوروبية، حيث تُظهر البيانات أن قطاع السيارات سيكون الأكثر تضرراً بانخفاض يصل إلى 20%، يليه قطاع الآلات والطيران. هذا النوع من الرسوم يهدد بزعزعة استقرار الصناعات الحيوية في أوروبا، ما يعزز المخاوف من دخول القارة في أزمة اقتصادية جديدة إذا لم تُتخذ تدابير مضادة سريعة ومنسقة.
رغم ضيق الخيارات، تُعد بروكسل خطة تصعيدية متعددة الأبعاد تشمل:
وأكد معهد بروغيل في بروكسل ضرورة أن يتحرك الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي، وبالتنسيق مع شركائه في مجموعة العشرين، من أجل حماية النظام القائم على قواعد التجارة الحرة.
في خضم هذا المشهد، تجد أوروبا نفسها بين مطرقة ترامب وسندان الصين. فبينما تضغط واشنطن اقتصاديًا وعسكريًا، تغزو المنتجات الصينية الأسواق الأوروبية بأسعار لا تقبل المنافسة. ومما يزيد الطين بلّة، أن ترامب يستخدم ورقة الحماية العسكرية الأميركية للضغط على أوروبا، مطالباً بشراء النفط والغاز الأميركيين بشروط غير متكافئة، تحت التهديد بالرسوم الجمركية.
ترى بروكسل في قمة مجموعة العشرين المقبلة في نوفمبر فرصة محورية لإعادة رسم خريطة العلاقات التجارية الدولية. ويجري التحضير لعقد اجتماع وزاري طارئ يضم الدول الكبرى في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، بهدف تشكيل جبهة عالمية موحدة لاحتواء الانزلاق نحو أزمة تجارية عالمية قد تكون الأعنف منذ عقود.
تطرح التوترات الحالية سؤالاً عميقاً في أروقة القرار الأوروبي: هل لا يزال التحالف مع الولايات المتحدة خياراً مجدياً في عصر ترامب؟
إذا كانت الإجابة “لا”، فإن أوروبا مطالبة اليوم بإعادة هيكلة رؤيتها الاستراتيجية، والبحث عن بدائل حقيقية على المستويين الاقتصادي والأمني، بعيداً عن الهيمنة الأميركية التي لم تعد تخفي عداءها للقارة العجوز.
رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات…
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…