اكتشاف ضخم: أنغولا تراهن على الغاز الطبيعي لتفادي انهيار إنتاج النفط

تشهد أنغولا تحولاً استراتيجياً في قطاع الطاقة، مع التركيز على تطوير الغاز الطبيعي بعد توقع انخفاض إنتاج النفط في البلاد. ويأتي هذا التوجه بعد خروج أنغولا من أوبك بسبب خلافات حول الحد الأقصى للإنتاج، ما دفع الدولة إلى إعادة ترتيب أولوياتها الطاقية.
وقالت الوكالة الوطنية للنفط والغاز إن إنتاج النفط المتوقع سيهبط إلى نحو مليون برميل يومياً في 2027، مقارنة بأكثر من 1.1 مليون برميل حالياً. في المقابل، من المتوقع أن يقفز إنتاج الغاز الطبيعي بحلول عام 2030، ما يفتح آفاق تصديرية واسعة إلى أوروبا وآسيا.
مشاريع نفطية وغازية جديدة
رغم استمرار بعض المشاريع النفطية، بدأت الشركات في استهداف مكامن الغاز الطبيعي البحرية غير المصاحبة. وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة أزول للطاقة عن اكتشاف خزان غازي رئيسي قبالة الساحل الأنغولي، يُقدر حجم الغاز فيه بأكثر من تريليون قدم مكعب، مع حوالي 100 مليون برميل من المكثفات المرتبطة به.
وعلق الرئيس التنفيذي لأزول للطاقة، أدريانو مونجيني: “هذه لحظة تاريخية للتنقيب عن الغاز في أنغولا، ونجاح غاجاجيرا-01 يعزز ثقتنا في إمكانات حوض الكونغو السفلي.”
استثمارات الشركات الكبرى
تواصل أزول للطاقة وتوتال إنرجيز ومشاريع مشتركة أخرى تطوير حقول النفط الجديدة، مثل أغوغو وندونغو، لتسهم بحوالي 175 ألف برميل يومياً في ذروة الإنتاج، بالإضافة إلى 60 ألف برميل يومياً من مشاريع بيجونيا وكلوف المرحلة 3 البحرية.
صادرات الغاز وتأثيرها على الاقتصاد
على الرغم من انخفاض عائدات النفط بنسبة 4% في الربع الثاني إلى 5.6 مليار دولار، شهدت صادرات الغاز الطبيعي والغاز ارتفاعاً إلى 755 مليون دولار في نفس الفترة، ما يعكس قدرة الغاز على تعويض جزء من التراجع النفطي وتعزيز الإيرادات الوطنية.
وتسعى المشاريع المشتركة مثل بي بي-إيني أزول وإن جي سي لإطلاق أول إنتاج غاز من حقول كويلوما ومابوكيرو البحرية بحلول نهاية 2025، في خطوة تعتبر “الاختبار الحقيقي لتحقيق الدخل من الغاز في أنغولا”، بحسب المحلل جيمي بولتر من إنفيروس.
مستقبل الطاقة في أنغولا
يبقى الغاز الطبيعي مستقبل الطاقة في أنغولا، حيث يمثل فرصة لتعزيز الصادرات وتحقيق التنمية الاقتصادية، بينما يواجه النفط قيوداً في الإنتاج والأسعار. وتعكس الاستثمارات الجديدة رغبة الدولة في تحقيق التوازن بين النفط والغاز وضمان استدامة مواردها الطاقية على المدى الطويل.
لندن – اليوم ميديا