الهند تتحدى البيت الأبيض وتواصل شراء النفط الروسي الرخيص

دفعت الضغوط الأمريكية المتزايدة وخصومات النفط الروسي المتسعة نيودلهي إلى زيادة مشترياتها من الخام الروسي. ووفق وكالة بلومبيرغ، أصبح النفط الروسي أرخص بشكل متزايد بالنسبة لمصافي التكرير الهندية، مع اتساع الخصومات على خام الأورال إلى 3–4 دولارات للبرميل للشحنات المقرر تحميلها في أواخر سبتمبر وأكتوبر.
وأشار أشخاص مطلعون على العروض الروسية، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إلى أن أسعار النفط الروسي أصبحت أكثر جاذبية مقارنة بالنفط الأمريكي، مما يجعل الشحنات الروسية الخيار الأكثر فعالية من حيث التكلفة.
الفجوة السعرية بين النفط الروسي والأميركي
شهد الأسبوع الماضي توسع الفجوة السعرية بين النفط الروسي والنفط الأمريكي، حيث بيع خام الأورال بخصم 2.50 دولار لخام برنت، مقارنة بخصم قدره دولار واحد فقط في يوليو. في المقابل، تم تسعير النفط الأمريكي الذي اشترته المصافي الهندية بعلاوة قدرها 3 دولارات، مما يعزز جاذبية النفط الروسي أمام الشركات الهندية.
العقوبات الأمريكية وتداعياتها
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية تصل إلى 50٪ على الهند، إضافة إلى رسوم منفصلة بنسبة 25٪ على بعض السلع، في محاولة للضغط على نيودلهي لوقف مشتريات النفط الروسي ودورها في الحرب الروسية–الأوكرانية. ورغم ذلك، واصلت المصافي الهندية شراء الخام الروسي بكثافة.
الهند أكبر مشتر للخام الروسي
أصبح النفط الروسي يشكل 36٪ من واردات الهند البالغة 5.4 مليون برميل يوميًا في 2024–2025، متفوقة على العراق والسعودية والإمارات والولايات المتحدة كمورد رئيسي. وأكد المسؤولون الهنود أن مشتريات النفط الروسي لا تنتهك القانون الدولي، إذ لا توجد عقوبات تمنع واردات الخام، بينما يقتصر تحرك الاتحاد الأوروبي على الوقود المكرر المصنوع من النفط الروسي.
تأثير الصفقات على الاقتصاد الهندي
حسبت شركة الوساطة الأمريكية CLS A أن الاستفادة الفعلية للهند من واردات النفط الروسي أقل بكثير مما تتناقله وسائل الإعلام، حيث تبلغ المدخرات السنوية حوالي 2.5 مليار دولار، أي ما يعادل 0.6٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي.
استمرار المشتريات رغم الضغوط الدولية
تؤكد المصافي الهندية أن مشتريات النفط الروسي ستستمر بغض النظر عن الانتقادات الأمريكية أو الرسوم الجمركية، مشيرة إلى عدم وجود أي إشارة على استعداد نيودلهي للامتثال لمطالب واشنطن.
لندن – اليوم ميديا