Site icon Todaymedia

أسطول الظل واضطرابات البحر الأحمر يشعلان الطلب على زيت الوقود

من البحر الأحمر

شهد زيت الوقود المستخدم في تشغيل السفن ومحطات الطاقة زيادة غير متوقعة في الطلب، نتيجة الهجمات المتكررة على السفن في البحر الأحمر، ما دفع العديد من الناقلات لتغيير مساراتها والإبحار عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس. هذا التحول ساهم في رفع استهلاك الوقود التقليدي على حساب بدائل أقل ضرراً للبيئة مثل زيت الغاز البحري وزيت الوقود منخفض الكبريت.

دور أسطول الظل في نمو الطلب

لعب ما يُعرف بـ”أسطول الظل” دوراً محورياً في تعزيز الطلب العالمي على زيت الوقود عالي الكبريت. ويضم هذا الأسطول ما بين 1200 و1600 ناقلة، أي ما يقارب خُمس الأسطول العالمي، ويستهلك أكثر من 106 آلاف برميل يومياً، أي نحو 2% من إجمالي الطلب العالمي على وقود السفن.

بيانات وكالة الطاقة الدولية

وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر في يونيو 2025، ارتفع الطلب العالمي على زيت الوقود بنسبة 4.8% ليصل إلى 6.5 مليون برميل يومياً، في حين كانت التوقعات عام 2020 تشير إلى نمو محدود لا يتجاوز 1.6% فقط خلال الفترة من 2019 إلى 2025.

واردات السعودية ومصر تقود النمو

أظهرت بيانات “كابلر” للشحن البحري أن واردات السعودية ومصر من زيت الوقود ارتفعت بنسبة 33% في عام 2024، وبقيت أعلى بـ31% حتى منتصف 2025 مقارنة بالعام السابق. وتعتمد السعودية بشكل خاص على واردات زيت الوقود الروسي بأسعار منخفضة، ما يسمح لها بتوجيه المزيد من إنتاجها الخام نحو التصدير.

تأثير العقوبات على روسيا وإيران

العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وإيران ساهمت في نمو أسطول غير رسمي من السفن القديمة، التي يُرجَّح أنها تعمل بزيت الوقود عالي الكبريت، وهو ما ساعد على استمرار ارتفاع الطلب رغم القيود المفروضة على تداول النفط من تلك الدول.

التحليل والتوقعات المستقبلية

من المتوقع أن يستمر الطلب المرتفع على زيت الوقود في المدى القريب، مدفوعاً بالعوامل الجيوسياسية واضطرابات الملاحة في البحر الأحمر. هذا الارتفاع قد يؤدي إلى ضغوط إضافية على أسعار الطاقة عالمياً، خصوصاً في ظل محدودية البدائل الآمنة وقلة الالتزام بمعايير الانبعاثات.

ويُرجّح أن تظل أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا الأكثر استفادة من هذا التحول، بينما ستواجه الأسواق الأوروبية تكاليف أعلى بسبب القيود البيئية والعقوبات المستمرة.

لندن – اليوم ميديا

Exit mobile version