توقع صندوق النقد الدولي أن تسجل اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معدل نمو يبلغ 3.7% في عام 2026، بزيادة قدرها 0.3 نقطة مئوية عن توقعات شهر أبريل الماضي.
وبحسب بيانات الصندوق، تصدّر السودان قائمة الدول العربية من حيث النمو الاقتصادي المتوقع، بنسبة 9.5%، متقدماً على قطر التي جاءت ثانية بنسبة 6.1%، ثم الإمارات بنمو 5%، ومصر بنسبة 4.5%، في حين بلغت توقعات نمو السعودية 4%، والعراق 3.6%.
أما تونس فجاءت في أدنى الترتيب بنمو لا يتجاوز 2.1%، وفق التقرير الصادر اليوم الثلاثاء عن الصندوق.
نظرة متفائلة لاقتصادات الشرق الأوسط
واصل صندوق النقد الدولي نظرته المتفائلة تجاه اقتصادات المنطقة العربية، رافعاً للمرة الثانية توقعاته للنمو خلال العامين الحالي والمقبل.
ويعزو الصندوق هذه التوقعات الإيجابية إلى تحسن أسعار النفط مقارنة بتقديراته السابقة، إلى جانب تسارع أداء الاقتصاد السعودي الذي يُعد الأكبر في المنطقة.
وقال الصندوق في تقريره “آفاق الاقتصاد العالمي” إن من المتوقع أن يشهد الشرق الأوسط وآسيا الوسطى تسارعاً في النمو مع تلاشي آثار اضطرابات إنتاج النفط والشحن، وتراجع تأثير الصراعات الجارية في بعض الدول.
تحسن إضافي في توقعات عامي 2025 و2026
أشار التقرير إلى أن توقعات النمو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2025 ارتفعت بمقدار 0.1 نقطة مئوية إلى 3.3%، مقارنة بتقرير يوليو الماضي الذي كانت التقديرات فيه عند 3.2%.
وأوضح الصندوق أن بيانات مصر تستند إلى العام المالي 2025/2026، وأن بيانات التغير لكل من مصر والسعودية والمنطقة ككل جاءت مقارنة بتقديرات يوليو 2025، في حين لم تصدر بعد بيانات النمو الخاصة ببقية الدول العربية.
خلفية اقتصادية أوسع
يأتي هذا التحسن في التوقعات بعد عام من الضغوط التي واجهتها اقتصادات المنطقة نتيجة توترات سلاسل الإمداد العالمية وتباطؤ التجارة الدولية، بينما ساهم ارتفاع أسعار الطاقة وتحسن الإيرادات النفطية في دعم التعافي الاقتصادي في الخليج، وتقديم دفعة إضافية للنمو في الأسواق الناشئة العربية.
لماذا يتصدر السودان رغم الحرب؟
يشير محللون اقتصاديون إلى أن تصدر السودان لقائمة النمو المتوقع في عام 2026 لا يعني بالضرورة تحسن الأوضاع المعيشية فوراً، بل يعكس توقعات بانتعاش نسبي في الإنتاج الزراعي والصادرات في حال استقرار الأوضاع الأمنية.
ويرى الخبراء أن النمو المتوقع يعكس أيضًا تأثير قاعدة المقارنة المنخفضة بعد عامين من الانكماش الاقتصادي العميق بسبب الحرب الدائرة، ما يجعل أي تحسن لاحق يظهر كنسبة نمو مرتفعة في الإحصاءات الرسمية.
لندن – اليوم ميديا

