
محطة الطاقة النووية في الولايات المتحدة الأميركية - (أسوشيتد برس)
اليوم ميديا – (ربيع يحيى)
تستعد إسرائيل لما تصفها بـ “حقبة ما بعد الغاز الطبيعي”، وتدرس إقامة محطة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، في وقت تواجه فيه صعوبات؛ نظرًا لكونها غير موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى التكلفة المرتفعة، حسبما أفادت قناة “الأخبار 12” الليلة البارحة.
القناة العبرية أوضحت أن تل أبيب تدرس مشروع المحطة النووية لتوليد الكهرباء بهدوء ومن وراء الكواليس، تحسبًا لحقبة ما بعد الغاز الطبيعي، وتعمل على مواكبة ما تصفها بـ “النهضة النووية”، التي دفعت أكبر اقتصادات العالم وغيرها للاهتمام بأمن الطاقة، وبالتكلفة البيئية المنخفضة التي يمكن توفرها الطاقة النووية.
جس النبض
ونبَّهت إلى أن إسرائيل التي لم توقع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية نظرًا لسياسة الغموض التي تتبعها، ستجد صعوبة كبيرة في الحصول على مصادقة لبناء محطة نووية، مضيفة أن مشروع من هذا النوع يعد مكلف للغاية وطويل الأجل، ولكي يمكن الاعتماد عليه مستقبلًا، يتعين البدء في النقاش الجاد بشأنه الآن.
ووفق تقرير القناة العبرية، بدأت إسرائيل بالفعل عمليات جس نبض في هذا الصدد؛ إذ تباشر وزارة الطاقة في هذه الأيام بحث كيفية بناء محطة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، على أن تقدم خلاصة رأيها للحكومة في النصف الثاني من العام الجاري.
وأضافت أن مدير شعبة الطاقة النووية في مكتب كبير العلماء، تامير رايسين، يباشر العمل داخل الوزارة لوضع القواعد التنظيمية المطلوبة لبناء المحطة النووية في إسرائيل.
توصية لجنة ديان
ولفتت إلى أن هناك تقرير كان قد صدر عن لجنة سياسات الغاز الطبيعي (لجنة ديان) قد أورد تلميحات مهمة في هذا الصدد، منها توصية اللجنة بشأن تشكيل فريق لدراسة قضية أمن الطاقة من منظور اقتصاد الطاقة الشامل، بما في ذلك استخدام الطاقة النووية وأنواع أخرى من مصادر الطاقة المتجددة منخفضة الانبعاثات.
ونقلت عن وزير الطاقة إيلي كوهين، أن الطاقة النووية تعد مستقبل اقتصاد الطاقة؛ إذ يمكنها المساعدة في تنويع مصادر الطاقة، وتوفير استجابة لاحتياجات الأجيال القادمة، وقال إنه سيعمل خلال الشهور المقبلة على تقديم خلاصة أعمال الفريق المهني بوزارة الطاقة للحكومة، لحسم ملف إقامة منشآه للطاقة النووية في البلاد.
مخاوف إسرائيلية
وأثيرت هذه القضية في ظل مخاوف إسرائيل بشأن أمن الطاقة، والإمدادات المتدفقة من الكهرباء التي يمكن أن تتعرض للخطر، والرغبة في الاستقلالية في مجال الطاقة، إضافة إلى التزامها الدولي بشأن تقليص الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
كما تخشى تل أبيب، وفق توقعات (لجنة ديان) المكلفة بسياسات الغاز الطبيعي، ألا يلبي الغاز الطبيعي المحلي، أي المكتشف قبالة سواحل إسرائيل منذ عام 2000، احتياجات البلاد بحلول عام 2048، الأمر الذي دفعها لبدء النظر إلى حقبة ما بعد الغاز الطبيعي، في وقت يتطلب فيه بناء محطة للطاقة النووية وبدء دمجها في منظومة الطاقة وتوليد الكهرباء سنوات طويلة.
ونقلت القناة العبرية عن خبراء أن واحدة من المشكلات المنتظرة لبناء محطة للطاقة النووية هي التكلفة المرتفعة والحاجة إلى استثمار ضخم.
وذهبت إلى أن الكلفة ربما تزداد أيضًا خلال مراحل البناء، ولا سيما في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، على عكس كوريا الجنوبية التي تنجح في الالتزام بالمواعيد وبالكلفة المتفق عليها، وهو ما دفع دولة مثل الإمارات العربية المتحدة لاختيار شركة الطاقة الوطنية الكورية الجنوبية لبناء محطة "براكة" للطاقة النووية.