image

أرشيفية

مريم عيسى – (لندن)

في ظل تزايد المخاوف من التضخم وتراجع الثقة في المؤسسات الاقتصادية التقليدية، دعا مصرف جولدمان ساكس المستثمرين حول العالم إلى إعادة التفكير في أدواتهم المالية طويلة الأجل، مشددًا على أهمية الذهب والنفط كوسيلتين محوريتين للتحوط من الصدمات الاقتصادية.

وفي تقرير استراتيجي حديث بعنوان “الحالة الاستراتيجية للذهب والنفط في المحافظ طويلة الأجل”, أوصى المصرف بتخصيص أعلى من المعتاد للذهب، مقابل تخصيص محدود للنفط، كجزء من استراتيجية إدارة المخاطر خلال السنوات الخمس المقبلة.

لماذا الذهب الآن؟

يرى خبراء “جولدمان ساكس” أن الذهب أثبت فعاليته كمخزن للقيمة وملاذ آمن خلال فترات الركود وارتفاع التضخم، خاصة حين تحقق الأسهم والسندات عوائد سلبية حقيقية. وتشير البيانات إلى أن الذهب يميل لتحقيق أداء إيجابي حين تتراجع الأسواق التقليدية، ما يجعله حجر أساس في أي محفظة طويلة الأمد.

النفط.. بين التفاؤل والحذر

ورغم توصية المصرف بخفض الوزن النسبي للنفط في المحافظ، إلا أن النظرة المستقبلية لا تزال إيجابية نوعًا ما، خصوصًا في ظل احتمال تراجع الإمدادات العالمية بعد عام 2028. ومع ذلك، الطاقة الاحتياطية العالية حاليًا تحد من أي ارتفاع فوري في الأسعار، وهو ما يُفسّر التوصية بتقليل التعرض للنفط على المدى القصير.

هل انتهت صلاحية “60/40″؟

الاستراتيجية الاستثمارية التقليدية المعروفة بـ “60/40” – 60% أسهم و40% سندات – لم تعد فعّالة كما كانت، بحسب التقرير. ويرى المصرف أن الحركة المتزامنة للسندات والأسهم الأمريكية، نتيجة العجز المتزايد والديون المرتفعة، تُضعف هذه المعادلة وتفتح الباب أمام بدائل مثل الذهب.

التحذير الأهم: الثقة تنهار!

يحذر جولدمان ساكس من أن تراجع الثقة في المؤسسات الأمريكية، وسط حالة عدم اليقين المالي، سيعزز جاذبية الذهب، ويدفع مستثمرين كبارًا إلى التخلص من السندات والأسهم الأميركية لصالح الأصول الآمنة.