
أرشيفية
اليوم ميديا – (لندن)
وسط التباطؤ الأميركي والمخاوف المتصاعدة من الركود والتضخم، تتجه أنظار المستثمرين نحو القارة الأوروبية، التي استعادت بريقها كوجهة آمنة للاستثمار العالمي.
فبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، تضم أوروبا الآن 8 من أفضل 10 أسواق أسهم أداءً في العالم منذ بداية عام 2025، في مقدمتها “داكس” الألماني الذي حقق قفزة تجاوزت 30% بالدولار، متجاوزاً حتى أداء مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الأميركي بفارق قياسي بلغ 18 نقطة مئوية.
وتتلقى الأسواق الأوروبية دعماً من سياسات إنفاق مالي غير مسبوقة، خاصة في ألمانيا التي تخلّت عن نهجها التقشفي لصالح ضخ مئات المليارات في مشاريع البنية التحتية والدفاع، ما دفع الخبراء في “سيتي غروب” لتوقع انتعاش النمو بمنطقة اليورو بدءًا من النصف الثاني من 2026.
في المقابل، يعاني الاقتصاد الأميركي من تداعيات الحرب التجارية المتجددة، والتصنيفات الائتمانية المتراجعة، إضافة إلى مقترحات ضريبية مثيرة للقلق تهدد بجعل بيئة الاستثمار أكثر عدائية، لا سيما للمستثمرين الأجانب.
التحول في مزاج السوق ينعكس أيضاً في التوقعات: إذ يرى محللو “يو بي إس” أن انسحاب رؤوس الأموال من الأصول الأميركية قد يوجه أكثر من 1.4 تريليون دولار نحو السوق الأوروبية خلال خمس سنوات، في ما قد يشكل تحولاً هيكليًا في الخريطة المالية العالمية.
حتى مع تعافي “إس آند بي 500” جزئياً في مايو، لا يزال يحتل مرتبة متأخرة (73 من أصل 92 مؤشرًا عالميًا) مقارنة بأداء الأسواق الناشئة والنامية في أوروبا.
ويبدو أن أوروبا، التي تجاهلها المستثمرون لعقد من الزمن، باتت اليوم في موقع يؤهلها لأن تقود موجة الانتعاش المقبلة، مدفوعة بتقييمات أكثر جاذبية، وربما، بعودة الثقة العالمية.