image

الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي

لندن – (اليوم ميديا)

قبل ست سنوات، وعد الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، بالإنصات حتى لأصغر شركاء أوبك+. لكن في أحدث اجتماع للتحالف، بدا أن السعودية وحدها من يحدد اتجاه البوصلة.

رغم اعتراض فصيل تقوده روسيا، دفعت الرياض نحو تمرير ثالث زيادة شهرية ضخمة في إنتاج النفط، مما أدى إلى تراجع الأسعار عالميًا إلى أدنى مستوى منذ أربع سنوات، مسجلة أقل من 60 دولارًا للبرميل.

وفقًا لتحقيق نشرته وكالة بلومبيرغ، تقود السعودية تحولًا جذريًا في سياسة النفط، مدفوعة بدوافع استراتيجية تعكس رغبتها في معاقبة الدول غير الملتزمة بنظام الحصص داخل أوبك+، واستعادة حصتها في السوق العالمي بعد سنوات من الخسارة لصالح منتجي النفط الصخري الأميركي.

خلافات داخلية وصمت مطبق

اجتماعات حاسمة عُقدت عبر مؤتمرات فيديو عاجلة، وبعض الأعضاء لم يحصلوا على إشعار مسبق إلا قبل ساعات. التغيير المفاجئ لم يُعرض للنقاش كما جرت العادة في فيينا، حيث كانت تُمد الاجتماعات لساعات بل أيام لبلوغ التوافق.

ومع هذا التوجه الأحادي، يرى مراقبون أن السعودية تمارس الآن سياسة “الأمر الواقع” داخل أوبك+، في ظل حالة من الفوضى والارتباك بين الأعضاء، لدرجة أن مسؤولين في المنظمة تحدثوا عن “تركهم في الظلام”.

أهداف متعددة.. من ترامب إلى بوتين

تشير التقديرات إلى أن رضا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعب دورًا، خاصة بعد زيارته الخليج وصفقاته الضخمة، فيما يرى آخرون أن الإنتاج المفرط من العراق وكازاخستان دفع السعودية إلى فرض عقوبة اقتصادية بخفض السعر.

وفي خلفية هذا المشهد، تلوح علاقات معقدة تربط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعلاقة المتذبذبة مع واشنطن، مما يجعل من كل خطوة سعودية على رقعة النفط تحركًا سياسيًا بامتياز.