
من خط ضخ للغاز - الأناضول
لندن – (اليوم ميديا)
في خطوة مفصلية تفتح فصلاً جديداً في العلاقة بين الرياض ودمشق، أعلنت سوريا توقيع اتفاقية كبرى في مجال الطاقة مع المملكة العربية السعودية، تشمل الاستثمار في الغاز وتوليد الكهرباء، ما يشير إلى تحولات استراتيجية في المشهد الإقليمي بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
جاء الإعلان على لسان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حيث شدد الشيباني على أن “السيادة الاقتصادية” باتت خيارًا استراتيجيًا لسوريا، وأن التحالف مع السعودية قائم على المصالح المشتركة لا المعونات العابرة.
اللافت أن الاتفاق لم يأت بمعزل عن تحركات أوسع، تشمل مساهمة الرياض والدوحة في تسديد ديون سورية لدى البنك الدولي، والتأكيد على دعم سعودي غير محدود لمسيرة “سوريا الجديدة”. وتكشف هذه الخطوات عن تقارب غير مسبوق بين البلدين، خصوصًا في ظل حديث عن إرسال وفود اقتصادية واستثمارية كبرى إلى دمشق.
من جانب آخر، تجري دمشق محادثات مع شركات تركية، من بينها “تركسات”، لتعزيز التعاون في مجالات الاتصالات ورقمنة الخدمات، ما يؤشر إلى تحرك سوري متعدد الاتجاهات للانفتاح على الإقليم بعد رفع جزئي للعقوبات الغربية.
ورغم الجدل الذي تثيره هذه التطورات، ترى دمشق أن التحالفات الاقتصادية الجديدة تمثل بوابة حقيقية نحو التعافي، في بلد مزقته الحرب وفقد أكثر من نصف ناتجه المحلي على مدار أكثر من عقد.
لكن يظل السؤال الأهم: هل تمثل هذه الاستثمارات بداية فعلية لإعادة الإعمار؟ أم أنها إعادة تموضع سياسي واقتصادي بواجهة اقتصادية؟ ما هو مؤكد أن الغاز السوري أصبح عنوانًا جديدًا لتقاطع المصالح الإقليمية في لحظة ما بعد الحرب.