image

الملياردير غوتام أداني

لندن – ربيع يحيى

في تطور صادم قد يفجر أزمة دبلوماسية دولية، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تحقيقات تجريها وزارة العدل الأمريكية بشأن تورط مجموعة “أداني” الهندية، التي يمتلكها الملياردير غوتام أداني، في خرق صارخ للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، عبر استيراد الغاز الإيراني المسال بشكل غير قانوني وإخفاء مصدره الحقيقي.

وتأتي هذه الفضيحة في توقيت حساس، إذ إن “أداني” يمتلك ميناء حيفا الاستراتيجي في إسرائيل، ما يفتح الباب لتساؤلات محرجة حول علاقات المال والتجارة والأمن في الشرق الأوسط، وأدوار هندية قد تُقلق واشنطن وتل أبيب معًا.

تحقيقات أميركية.. وخرائط فضائية تفضح التحايل!

وفق الصحيفة الأمريكية، فإن التحقيقات تستند إلى أدلة صادمة بشأن تلاعب ناقلات “أداني” بخطوط السير لتضليل الجهات الرقابية.

مثال صارخ حدث في أبريل 2024، حين أعلنت الناقلة “SMS Bros” أنها رست بميناء “خور الزبير” العراقي، بينما كشفت صور الأقمار الاصطناعية أنها كانت في الحقيقة ترسو في ميناء “تومباك” الإيراني، على بعد 500 كلم جنوبًا!

كما تورطت ناقلة أخرى تابعة لـ”Adani Global PTE” في مسرحية مشابهة، إذ زعمت أنها انطلقت من “صحار” العُمانية بينما لم ترسُ هناك قط، بحسب بيانات الموانئ. وبالفعل وصلت لاحقًا إلى ميناء “موندرا” في الهند محمّلة بشحنة غاز بقيمة 7 ملايين دولار، يُعتقد أنها قادمة من إيران عبر تزوير الوثائق.

مجموعة “أداني” تنفي.. لكن الشبهات تتراكم

في بيان دفاعي نُشر الإثنين، نفت مجموعة أداني جميع الاتهامات، ووصفت ما ورد في الصحيفة بأنه “لا أساس له من الصحة”، مشيرة إلى أن تعاملها مع شحنات الغاز المسال لا يتجاوز 1.46% من نشاطها، ويتم وفق القوانين الأمريكية والدولية.

لكن هذا الدفاع لم يبدد شكوك المراقبين، خاصة وأن غوتام أداني نفسه كان قد واجه سابقًا اتهامات أمريكية بشأن تضليل المستثمرين ودفع رشاوى في قطاع الطاقة أواخر 2024، ما يعزز الشكوك حول تكرار نمط “التحايل الاستراتيجي”.