
شركة ناشئة صينية تعكس طفرة حقيقية في صناعة الروبوتات البشرية
لندن – اليوم ميديا
في مشهد يُذكّر بأفلام الخيال العلمي، ظهرت مدربة شقراء تؤدي رقصة على أنغام فيلم “Kung Fu Hustle”، بينما يحاول روبوت شبيه بالبشر تقليد خطواتها. ليس هذا عرضًا ترفيهيًا، بل تجربة واقعية أجرتها شركة ناشئة صينية تُدعى EngineAI، تعكس طفرة حقيقية في صناعة الروبوتات البشرية بالصين.
الروبوت الذي استخدم رؤية الكمبيوتر والتعلم الآلي، أتقن الرقص خلال أيام قليلة، في مثال رمزي على تسارع تطور الذكاء الاصطناعي المتجسد في أجسام آلية. هذه التجربة، التي قد تبدو سطحية، تخفي وراءها سباقًا تقنيًا دوليًا تُشارك فيه الصين بقوة.
في الأشهر الأخيرة، شهدت بكين أول نصف ماراثون للروبوتات ثنائية الأرجل، وشاركت شركة Unitree Robotics في أول بطولة كيك بوكسينغ للروبوتات. رغم الإخفاقات التقنية – مثل فشل 15 روبوتًا من أصل 21 في إنهاء السباق – فإن الرسالة واضحة: التجربة، ثم التطوير، فالتفوق.
الصين، التي تمتلك أعلى كثافة روبوتات صناعية في العالم، تتطلع الآن إلى نشر الروبوتات البشرية في أدوار أكثر تعقيدًا: من فرز القمامة، وتوصيل الأدوية، إلى الدوريات الأمنية في الشوارع وإرشاد السياح في المتاحف. وتشير تقارير محلية إلى تجارب عسكرية سرية أيضًا.
يقول تشاو تونغيانغ، مؤسس EngineAI: “هناك أكثر من 50 شركة في الصين تطور روبوتات شبيهة بالبشر، بدعم حكومي واسع وبنية تحتية تصنيع متقدمة”. وقد لفتت هذه الطفرة انتباه إيلون ماسك، الذي عبّر عن قلقه من تفوق الشركات الصينية على منافسيه في تسلا قائلاً: “قد تهيمن الصين على المراكز من 2 إلى 10 عالميًا”.
ويبدو أن القلق مبرر. فقد توقعت شركة Citigroup أن يتضخم سوق الروبوتات البشرية والخدمات المرتبطة به ليصل إلى 7 تريليونات دولار بحلول عام 2050، عندما قد يتجول في العالم أكثر من 648 مليون روبوت شبيه بالبشر.
ما بدأ كرقصة، قد يكون خطوة أولى في سباق الهيمنة على المستقبل.