لقطة الشاشة 2024-12-12 في 8.23.41 م

لقاء سابق بين ترامب وشي

لندن – اليوم ميديا

في خطوة قد تعيد تشكيل خارطة التجارة العالمية، تستأنف الولايات المتحدة والصين، اليوم الاثنين، محادثاتهما التجارية الحساسة في العاصمة البريطانية لندن، وسط أجواء مشحونة بالتوتر حول المعادن الأرضية النادرة والتكنولوجيا المتقدمة. تأتي هذه المحاولة الجديدة لنزع فتيل الأزمة بعد مكالمة هاتفية نادرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، أعادت الأمل بإمكانية التوصل إلى تفاهم جديد، ولو مؤقت.

الاتهامات المتبادلة لا تزال تخيم على الأجواء. فكل طرف يتهم الآخر بالتراجع عن اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في مايو الماضي، والذي نص على خفض مؤقت للتعريفات الجمركية التي تجاوزت 100%. لكن الأمور سرعان ما تدهورت، وتوقفت المحادثات وسط تصاعد الحروب الاقتصادية.

اليوم، يعود الطرفان إلى الطاولة بعد أن قالت الصين إنها وافقت على بعض الطلبات لتصدير المعادن النادرة، دون أن توضح المستفيدين. في المقابل، عبّر ترامب عن تفاؤله قائلاً إن اجتماع لندن “سيكون ناجحًا للغاية”، بحسب ما نقلت وكالة بلومبرغ.

وقال كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، إن واشنطن تريد استئناف تدفق المغناطيسات النادرة “كما كان قبل أبريل”، وهي مكونات ضرورية لصناعات تشمل الهواتف المحمولة، السيارات الكهربائية، والدفاع.

وتأتي هذه المحادثات بعد شهور من التصعيد، حيث فرضت واشنطن رسوماً جديدة على السلع الصينية، وردت بكين بالمثل، خاصة في ما يتعلق بالمغناطيسات الأرضية النادرة. كما أعربت الصين عن غضبها من القيود الأمريكية على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي، وتقنيات تصميم الرقائق، ومحركات الطائرات، فضلًا عن قيود التأشيرات المفروضة على أكثر من 280,000 طالب صيني.

الوفد الأمريكي يضم شخصيات اقتصادية نافذة، منها وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جاميسون جرير، فيما يقود الوفد الصيني نائب رئيس مجلس الدولة هي ليفنغ. وجود لوتنيك — صاحب البصمة في القيود التكنولوجية — يشير إلى استعداد محتمل من إدارة ترامب لتقديم تنازلات في ملف التصدير التقني، بما يعكس إدراكًا لحجم الهيمنة الصينية على المعادن النادرة.

ورغم أن الاتصال بين ترامب وشي أعاد بعض الأمل في وول ستريت، فإن الأسواق لا تزال تتعامل مع الموقف بحذر. ويبدو أن شي يراهن على خفض التوتر في مقابل مكاسب ملموسة، كرفع القيود وتخفيف نبرة الخطاب الأمريكي.

أما ترامب، فما زال يلوّح بإعادة الرسوم الجمركية إلى مستويات أبريل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل انقضاء مهلة أغسطس. ويرى خبراء أن المحادثات الحالية ستكون أكثر تعقيدًا من محادثات جنيف، ما يقلل فرص تحقيق انفراجة سريعة.

وفيما تأمل بكين في مكاسب اقتصادية تساعدها على مواجهة الانكماش والبطالة، تنتقد وسائل الإعلام الصينية النظرة الأمنية الأمريكية للتجارة، وتصفها بأنها “أكبر عائق أمام التعاون المربح”. ومع ذلك، تؤكد الصين أن جوهر العلاقة مع واشنطن يقوم على المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة.

وفي رسالة تهدئة، قال ترامب للرئيس الصيني إن الطلاب الصينيين لا يزالون مرحبًا بهم في الولايات المتحدة، مضيفًا أنه “سيكون شرفه” استضافتهم.

لكن ومع أن الأجواء أكثر تفاؤلاً من جنيف، يؤكد خبراء بلومبرغ إيكونوميكس أن المحادثات في لندن لن تسفر عن “ثمار سهلة”، مشيرين إلى أن القضايا المطروحة أكثر حساسية وتشابكًا.