
أحد حقول النفط (أرشيفية)
إعداد: برونات ميث | اليوم ميديا
تتأهب أسواق الطاقة العالمية لقفزة قياسية في أسعار النفط، بعد أن اجتاحت نيران الحرب بين إيران وإسرائيل قلب البنية التحتية للطاقة في البلدين. ومع استمرار التصعيد المتبادل، يحبس العالم أنفاسه في انتظار ما ستسفر عنه تعاملات بداية الأسبوع، وسط تحذيرات من “أكبر قفزة يومية لأسعار النفط منذ عقدين”.
ففي طهران، أعلنت السلطات عن توقف جزئي لإنتاج الغاز في حقل جنوب فارس، أحد أكبر الحقول عالميًا، بعد أن أصابته غارة إسرائيلية مباشرة، أدت إلى توقف ضخ نحو 12 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا. كما اشتعلت النيران في حقل شهران النفطي غرب العاصمة، في وقت التهمت فيه النيران مستودعين للنفط في طهران.
وفي مواجهة هذا التصعيد، لم تتأخر إيران في الرد، حيث قصفت منشآت حيوية إسرائيلية بالطائرات المسيّرة والصواريخ، وأعلنت مصافي النفط الإسرائيلية عن تضرر خطوط أنابيب وتوقف جزئي لبعض عمليات التكرير، مع بقاء الأضرار الحقيقية طيّ التعتيم الإعلامي.
اقرأ أيضا
دمار واسع في إسرائيل.. 246 بين قتيل وجريح في هجوم إيراني مباغت
أزمة إمدادات عالمية وقلق الأسواق
رغم العقوبات الأمريكية، لا تزال إيران تمثل مصدرًا هامًا لسوق النفط العالمي بإنتاج يومي يناهز 3.3 مليون برميل، أي ما يقارب 3.5% من الإمدادات العالمية. ومع استهداف هذه القدرات الإنتاجية، باتت الأسواق أمام خطر نقص حاد في المعروض.
ويقول جوناثان ميلر، الخبير في الاقتصاد الكلي بمركز “غلوبال ستراتيجيك أناليتكس” في لندن:
“هذه ليست أزمة إقليمية فحسب، إنها زلزال اقتصادي يمكن أن يُعيد تشكيل سوق الطاقة بالكامل. إن وصل الصراع إلى مضيق هرمز، فسنرى أسعارًا تتجاوز 150 دولارًا”.
أما إيلينا غروموفا، خبيرة الطاقة الروسية بمعهد الطاقة الاستراتيجي في موسكو، فتعتبر أن ما يحدث يشكل “أكبر تهديد لإمدادات الطاقة منذ حرب الخليج الثانية”، مضيفة:
“روسيا ستستفيد على المدى القصير من ارتفاع الأسعار، لكنها أيضًا قلقة من زعزعة الاستقرار في أسواق النفط العالمية”.
المؤسسات المالية تستشرف المجهول
- بنك JPMorgan: يتوقع وصول السعر إلى 120 دولارًا للبرميل، إذا استمرت الهجمات على المنشآت.
- Goldman Sachs: يتوقع السعر عند 100 دولار لكن يؤكد أن “الاضطراب الحالي هو الأخطر منذ حرب 1973”.
- شركة HedgEye: توقعت تجاوز سعر النفط 90 دولارًا خلال أيام، بسبب حالة “الذعر من فقدان الإمدادات”.
وفي الوقت ذاته، قفزت تداولات عقود الشراء على نفط تكساس إلى 33 ألف عقد، في مؤشر واضح على رهانات المستثمرين على موجة ارتفاع قادمة.
هل يصل العالم إلى حافة أزمة نفط جديدة؟
مع كل ضربة عسكرية جديدة، تتلاشى آمال الاستقرار، وتقترب أسواق الطاقة من “السيناريو الكارثي” الذي طالما حذرت منه التقارير الاقتصادية.
الأسئلة التي تفرض نفسها الآن:
- هل تتوسع رقعة الحرب لتطال دولًا مصدّرة أخرى؟
- هل يتم استهداف ناقلات النفط أو موانئ التصدير في الخليج؟
- هل نشهد عودة سيناريو “النفط كسلاح”؟
السيناريوهات مفتوحة، والتداعيات قد تكون بعيدة المدى، ليس فقط على أسواق النفط، بل على الاقتصاد العالمي برمّته.