image

ناقلات النفط - (بلومبيرغ)

لندن – اليوم ميديا | ترجمة خاصة

قالت وكالة “بلومبيرغ” في تقرير صدر اليوم الاثنين، إن عددًا من مالكي ومديري ناقلات النفط بدأوا بتعليق خدماتهم على المسارات المتجهة إلى الشرق الأوسط، منذ يوم الجمعة الماضي، في ظل تصاعد المخاطر الناجمة عن الصراع المتفجر بين إسرائيل وإيران. هذا التحرك أثار مخاوف متزايدة بشأن تدفقات صادرات النفط من المنطقة الأكثر حساسية في العالم للطاقة.

وبحسب سماسرة شحن ومتعاملين في قطاع تأجير السفن – الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم – فإن المنتجين والتجار الذين يسعون لحجز ناقلات لتحميل النفط الخام والوقود من الخليج العربي يواجهون حاليًا نقصًا ملحوظًا في العروض المتاحة.

وأوضح أحد المتعاملين أن بعض ملاك الناقلات الذين كانت سفنهم مستأجرة مبدئيًا حتى يوم الجمعة، قرروا عدم تمديد الاتفاقات خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يعكس حالة الترقب والقلق من التصعيد العسكري.

مراقبة عالمية لاستقرار حركة الشحن

رغم أن احتمال حدوث اضطراب كبير أو طويل الأمد في الإمدادات لا يزال مستبعدًا في الوقت الحالي، إلا أن استقرار حركة الشحن داخل الشرق الأوسط، لا سيما عبر الخليج العربي، أصبح محل مراقبة دقيقة من جانب الأسواق العالمية، وسط مخاوف من حدوث اختناقات في الإمداد.

وتُعد منطقة الخليج مصدرًا لنحو ثلث إنتاج النفط العالمي، ولا تملك الدول الكبرى المصدّرة مثل السعودية والإمارات هامشًا واسعًا لتحويل مسارات صادراتها في حال تأثرت الملاحة البحرية من الخليج.

تصعيد عسكري ومخاوف على مضيق هرمز

مع تصاعد وتيرة العدوان، بما في ذلك الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وبُنى تحتية للطاقة في إيران، أصبح مضيق هرمز – الممر الحيوي لصادرات النفط العالمية – تحت المجهر. وحتى الآن، لم تُرصد تحركات لتحويل مسارات السفن، لكن تردد شركات الشحن في حجز رحلات جديدة داخل الخليج يشير إلى مخاوف حقيقية من اضطرابات مقبلة وارتفاع محتمل في تكاليف النقل.

أسعار الشحن تقفز وسط توتر الأسواق

قال سماسرة شحن إن أسعار النقل البحري على مؤشر “TD3C” في بورصة البلطيق – الذي يقيس تكلفة شحن النفط من الشرق الأوسط إلى الصين عبر ناقلات عملاقة – بلغت بين 55 و58 نقطة يوم الجمعة، بزيادة تتراوح بين 20% و30% مقارنة ببداية الأسبوع.

وفي ظل شح البيانات يوم الإثنين بسبب تراجع النقاشات العلنية، تشير التقديرات إلى ارتفاع المؤشر إلى نحو 65 نقطة. يُذكر أن نقاط “وورلدسكيل” تمثل نسبة مئوية من سعر أساسي محدد لكل مسار ملاحي بداية كل عام.

عقود الشحن الآجلة ترتفع إلى مستويات مقلقة

كذلك، ارتفعت العقود الآجلة للشحن – وهي أدوات مالية تتيح تثبيت أسعار الشحن المستقبلية – بشكل لافت. فقد صعدت العقود المرتبطة بمؤشر TD3C إلى نحو 14 دولارًا للطن يوم الإثنين، مقارنة بحوالي 11 دولارًا فقط قبل تنفيذ الهجمات الإسرائيلية على إيران، ما يعكس حالة الحذر والتقلب السائدة في السوق.