
من العاصمة أبوظبي - غيتي
تمكنت الإمارات العربية المتحدة من الازدهار وسط حالة عدم الاستقرار العالمي، حيث جذبت رؤوس الأموال خلال الربيع العربي، وسرّعت الانفتاح خلال جائحة كورونا، واستفادت من تدفقات الأموال الروسية بعد غزو موسكو لأوكرانيا. ولكن المواجهة المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة، تمثل أحد أصعب الاختبارات لموقف الإمارات المحايد وانفتاحها التجاري.
بحلول صباح الثلاثاء، وبعد ساعات قليلة من ضرب إيران لقاعدة أمريكية في قطر المجاورة، وإغلاق الإمارات مجالها الجوي لفترة وجيزة، عاد العمل بشكل طبيعي في مراكز دبي وأبوظبي المالية. وفي تقرير لوكالة بلومبيرغ، قال مسؤول تنفيذي في صندوق ثروة في أبوظبي إنه يمضي قدمًا في الصفقات والاستثمارات، ويشجع المديرين التنفيذيين الأجانب على حضور الاجتماعات، في حين أعرب المصرفيون في دبي عن تفاؤلهم بأن الإمارات ستتجنب تداعيات كبيرة.
على الرغم من ثبات وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن بعض المديرين التنفيذيين يشعرون بتوتر خفي بسبب تصاعد المخاطر الجيوسياسية في المنطقة.
مخاطر مرتفعة وسط فرص استثمارية
يعتبر المجتمع المالي العالمي الإمارات مركزًا ماليًا بارزًا، يجذب المليارديرات الدوليين وبنوك وول ستريت وصناديق التحوط الراغبة في التوسع. وتحتضن أبوظبي ثروة سيادية تقدر بـ1.7 تريليون دولار، في حين شهدت دبي ارتفاعًا في أسعار العقارات بنسبة 70% خلال أربع سنوات، مدعومة بمشتريات من جميع أنحاء العالم.
رغم المخاطر، استمرت الاستثمارات، مع ارتفاع مؤشرات الأسهم الإماراتية إلى مستويات قياسية، وتعافيها بسرعة بعد الضربات الإسرائيلية على إيران. قال خبراء اقتصاديون إن الإمارات ستظل ملاذًا آمنًا للاستثمارات، مع استمرار الإصلاحات الجاذبة.
تحديات قطاع الطيران والأسواق المحلية
لم تتأثر معنويات السوق حتى الآن، لكن استئناف الأعمال العدائية قد يهز الثقة. كما لا تزال شركات الطيران العالمية تتجنب دبي، مما يضغط على قطاع الطيران الذي يساهم بنسبة 27% من الناتج المحلي لدبي.
نجحت دبي وأبوظبي في جذب المغتربين والشركات المالية بفضل سياسات التأشيرات السهلة والضرائب المنخفضة والموقع الجغرافي الاستراتيجي، بينما تتابع الجهات التنظيمية نشاط الشركات عن كثب لضمان استقرار الأعمال.
وحدة الاقتصاد – لندن – اليوم ميديا