image

الولايات المتحدة تضخ كميات قياسية من النفط (CNN)

بينما يشتعل الشرق الأوسط على وقع الضربات بين إسرائيل وإيران، تجني شركات النفط الأميركية المكاسب في هدوء، محققة مليارات الدولارات عبر صفقات تحوط ذكية ضد تقلبات الأسعار، وفق ما كشفت عنه نشرة “أويل برايس” المتخصصة.

فمع التصعيد العسكري في 13 يونيو، ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير، ما دفع المنتجين الأميركيين – خصوصًا شركات الصخر الزيتي – إلى الإسراع في عقد صفقات تحوط لمنتجاتهم المستقبلية بأسعار مرتفعة، خاصة على منصة “إيجيس هيدجينغ سوليوشنز” في تكساس، والتي سجلت أكبر عدد من صفقات التحوط في تاريخها خلال ساعات.

أرباح في لحظة اضطراب

استغل المنتجون الأميركيون ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط الذي تجاوز عتبة 80 دولارًا للبرميل، في حين كان يتراوح بين 50 و60 دولارًا في الشهور السابقة. هذه الارتفاعات فتحت “نافذة ذهبية” للربح لم تستمر طويلاً، إذ عاد السعر سريعًا إلى ما دون 65 دولارًا للبرميل بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.

لكن خلال تلك الفترة القصيرة، تمكّنت شركات النفط من تأمين أرباح ضخمة عبر تثبيت أسعار بيع مستقبلية مرتفعة، وهو ما يُعد مكسبًا مزدوجًا: حماية من انخفاض قادم وأرباح مؤكدة من عقود موقعة بالفعل.

ماذا قال الخبراء؟

قال “مات مارشال”، رئيس قسم التحوط في شركة “إيجيس”، لبلومبيرغ:

“منتجو الصخر الزيتي، الذين لم يكونوا متحمسين للتحوط في الربيع، رأوا في الضربات الإسرائيلية فرصة لا تُعوّض لتأمين أسعار مرتفعة لبقية عام 2025 وبداية 2026”.

خلفية السوق

ما بين أبريل ويونيو، عانت السوق من ركود نسبي في الأسعار بسبب زيادة المعروض، خاصة من دول أوبك+، إلى جانب التوترات التجارية. لكن الحرب فجّرت طفرة مؤقتة، لم يضِعها الأميركيون.

تحليل اليوم ميديا:

في مشهد يعيد إلى الأذهان مقولة “أرباح الحرب”، تؤكد هذه التطورات أن السوق لا يتحرك فقط وفق الإمدادات والطلب، بل تحكمه الأحداث السياسية، وتلعب شركات التحوط دورًا رئيسيًا في تحويل الكوارث الجيوسياسية إلى مكاسب اقتصادية.

وحدة الاقتصاد – لندن – اليوم ميديا