
موظفو ليمان براذرز يغادرون المقر الأوروبي للبنك في كاناري
مع مرور أكثر من 17 عامًا على الأزمة المالية العالمية التي اندلعت في سبتمبر 2008 بعد إفلاس بنك ليمان براذرز، تتزايد التحذيرات من احتمال وقوع أزمة مالية جديدة قد تكون مرتبطة بتغيرات مناخية وأزمات التأمين والعقارات.
الأزمة المالية 2008.. دروس الماضي
كانت أزمة 2008 ناتجة عن انفجار فقاعة الإسكان في الولايات المتحدة، حيث تراجعت قيمة الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري نتيجة ارتفاع حالات التخلف عن السداد. أدت هذه الأزمة إلى خسائر ضخمة في الأسواق المالية، وأثرت على ملايين الأسر عبر فقدان الوظائف والمنازل.
منذ ذلك الحين، تحسنت الأنظمة المالية وتم تعزيز تنظيم الأسواق، وأصبحت البنوك أكثر رسملة، ما ساعد على تقليل المخاطر. لكن المخاوف لا تزال قائمة.
مؤشرات أزمة جديدة: تأثيرات المناخ على الاقتصاد والمالية
تشير تقارير حديثة من مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس الاستقرار المالي إلى أن الكوارث المناخية المتزايدة تشكل تهديدًا متناميًا لقطاع التأمين والأسواق المالية، وقد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق تشبه أو تتجاوز أزمة 2008.
- تزايد الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، حرائق الغابات، والأعاصير يرفع من تكاليف التأمين على الممتلكات ويجعل تغطية التأمين أقل توفرًا وأكثر تكلفة.
- انسحاب شركات التأمين والبنوك من المناطق المعرضة للمخاطر يجعل من الصعب على السكان الحصول على قروض عقارية وخدمات مالية.
- انخفاض قيمة العقارات في المناطق المتضررة يهدد ثروة الأسر ويزيد من حالات التخلف عن سداد الرهن العقاري.
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جاي باول، إن هناك مناطق في الولايات المتحدة قد تصبح غير مؤهلة للحصول على قروض عقارية مستقبلاً بسبب المخاطر المناخية.
تحذيرات من كبار الخبراء والمؤسسات المالية
وارن بافيت، رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، وصف تأثير تغير المناخ بأنه “يعلن وصوله”، محذرًا من خسائر تأمينية مذهلة قد تحدث في أي لحظة.
وفي أوروبا، حذر مسؤولون في شركات تأمين كبرى مثل “أليانز” من أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد يهدد وجود قطاع التأمين ذاته، مما يخلق خطرًا نظاميًا على الاقتصاد.
هل سنشهد أزمة مالية مماثلة لأزمة 2008؟
بينما يخالف بعض الخبراء مثل كريستوفر والر، حاكم الاحتياطي الفيدرالي السابق، هذه التوقعات، يتفق معظم المحللين على أن الأزمات المرتبطة بالمناخ ستحدث بشكل تدريجي، عبر زيادات في أسعار التأمين، تراجع التغطية التأمينية، انخفاض قيم الأصول، وتجميد الائتمان.
هذا النوع من المخاطر المالية «غير الدوري» قد يكون أخطر من الأزمات المالية السابقة لأنه مرتبط بتغيرات مادية مستمرة في البيئة، وليس بأحداث مالية مؤقتة.
خلاصة
تحذر التقارير من أن التحديات المالية المقبلة قد تكون مدفوعة بتغير المناخ بشكل أساسي، مع احتمالات زيادة خسائر شركات التأمين، وتأثير ذلك على قطاع البنوك والعقارات، مما قد يؤدي إلى اضطرابات مالية عميقة على المستوى العالمي.
وحدة الاقتصاد – لندن – اليوم ميديا