image

ناقلات النفط - (بلومبيرغ)

ظل تهديد إسرائيل والولايات المتحدة بضرب إيران معلقًا على أسواق النفط لعقود، والآن بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية، لا يزال السوق يعاني من حالة من الترقب وعدم اليقين بشأن تأثير الصراع على إمدادات الطاقة العالمية.

شهدت أسعار خام برنت ارتفاعًا محدودًا بحوالي 10 دولارات فقط منذ بداية الصراع، وذلك بسبب تدخل مجموعة أوبك+ من كبار منتجي النفط مثل السعودية وروسيا والإمارات والعراق والكويت، الذين يخففون تخفيضات الإنتاج بوتيرة سريعة، مما حدّ من مخاوف نقص المعروض على المدى القريب.

ورغم هذا، يبقى خطر التصعيد الإيراني قائماً، خصوصًا مع توجه المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي ومستشاريه إلى خيارات قد تزيد من التوترات. إلا أن إيران تبدو حذرة من تعطيل تدفقات الطاقة عبر مضيق هرمز، الذي يعد شريانًا حيويًا لنقل النفط في المنطقة، وذلك لتجنب رد فعل عسكري أمريكي قوي.

في السيناريوهات المتوسطة والطويلة الأجل، قد تؤدي الاضطرابات السياسية الداخلية في إيران، مثل صراعات الفصائل المتشددة أو تمرد الأقليات، إلى تقليل إنتاج النفط والغاز بشكل كبير. تجارب تاريخية مثل الثورة الإيرانية عام 1979 أو حرب الخليج 1991، أظهرت أن عدم الاستقرار السياسي يهدد الإنتاج النفطي ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط لفترات طويلة.

من جهة أخرى، تواجه الولايات المتحدة تحديات في إنتاج النفط الصخري، حيث يُتوقع أن يصل إلى ذروته بحلول عام 2027 بسبب انخفاض عدد منصات الحفر وتدهور جودة المكامن، مع استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري.

في هذا السياق، يبرز دور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي يدعم بلا تحفظ الوقود الأحفوري، مما أبطأ جهود الانتقال إلى الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة والعالم. وأدى ذلك إلى توقعات بارتفاع الطلب العالمي على النفط والوقود السائل لأكثر من 100 مليون برميل يوميًا حتى عام 2040، رغم زيادة مصادر الطاقة المتجددة.

يبقى السؤال: هل ستكون سوق النفط في حالة استقرار مؤقتة على المدى القريب مع ضعف إيران، أم أن التصعيد المستقبلي قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع مجددًا مع وصول إنتاج النفط إلى ذروته في مناطق أخرى؟

وحدة الاقتصاد – لندن – اليوم ميديا