image

صورة من حركة الملاحة الجوية العالمية بعد أيام من الصراع الإسرائيلي الإيراني

في خضم التصعيد العسكري الأخير في الشرق الأوسط، تغيرت مسارات الرحلات الجوية بشكل جذري، حيث أغلق المجال الجوي فوق إيران وقطر والعراق، مما دفع شركات الطيران إلى إعادة تخطيط رحلاتها، واضطرارها إلى اتخاذ طرق طويلة وأحيانًا غير مألوفة لتجنب مناطق النزاع. هذه التغيرات ليست مجرد إزعاج مؤقت، بل تعكس واقعًا جديدًا يعيد تشكيل خرائط الطيران العالمية.

تحويل أكثر من 100 رحلة جوية إلى مسارات بديلة

شهدت الأجواء فوق إيران والعراق إغلاقات متكررة، حيث اضطرت طائرة الخطوط الجوية البريطانية التي كانت في رحلة من لندن إلى دبي إلى العودة إلى أوروبا بسبب نفاد الوقود وساعات الطاقم. وفي حادثة أخرى، أغلق المجال الجوي القطري فجأة بعد استهداف صواريخ إيرانية قاعدة أمريكية قرب الدوحة، مما أدى إلى تحويل أكثر من 100 رحلة جوية إلى مسارات بديلة، وأجبر طيارين على الهبوط في مدن أخرى مثل الرياض وزيورخ.

رحلة كانتاس 33 من بيرث إلى باريس كانت المثال الأكثر درامية، إذ استغرقت 15 ساعة بسبب التحويل المتكرر لتفادي مناطق النزاع، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها شركات الطيران في إدارة الرحلات.

تشرح جين كينينمونت، خبيرة الشرق الأوسط، أن الهجوم الإيراني كان بمثابة خطوة لإظهار القوة و”حفظ ماء الوجه”، لكن في الوقت نفسه، تلعب دول الخليج الغنية، مثل قطر والإمارات، دورًا مهمًا كوسطاء يسعون للحفاظ على قطاعاتهم السياحية والاقتصادية الحيوية، مع حرصهم على حماية مطاراتهم الفخمة وأساطيل طائراتهم من التعرض للخطر.

طرق بديلة عبر السعودية ومصر

طرق الطيران المعتادة بين الخليج وأوروبا أو أمريكا الشمالية كانت تمر فوق إيران والعراق، لكن التوترات الأمنية دفعت شركات الطيران إلى اتخاذ طرق جنوبية بديلة عبر السعودية ومصر، مما يضيف وقتًا إضافيًا وتعقيدًا لجدولة الرحلات. رغم ذلك، بدأت بعض شركات الطيران مثل طيران الإمارات بالعودة إلى استخدام المجال الجوي العراقي، مما يبشر بتطورات إيجابية محتملة في استعادة المسارات الجوية التقليدية.

في المقابل، ظل المجال الجوي الإيراني شبه فارغ، مع بعض الرحلات الاستثنائية التي بدأت بالمرور فوق إيران، مما يشير إلى إمكانية استعادة جزئية لهذه الطرق في المستقبل القريب.

تختم الخبيرة كينينمونت بأن السفر يبقى أحد أعظم وسائل التعرف على العالم والناس، متجاوزًا السياسة إلى اللقاء الإنساني والثقافي.

وحدة الأخبار – لندن – اليوم ميديا