
المعادن النادرة
في محاولة لنسج تحالف اقتصادي جديد مع الولايات المتحدة، تُغري باكستان واشنطن بثروات معدنية هائلة، تتراوح قيمتها ما بين 8 إلى 50 تريليون دولار، تشمل معادن نادرة ونفيسة مثل النحاس، الذهب، الليثيوم، والأنتيمون، وذلك بحسب تقرير نشره موقع Mining.com اليوم الأحد.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه باكستان من أزمة اقتصادية خانقة، وتسعى لاستقطاب استثمارات أمريكية تخفف عنها وطأة الرسوم الجمركية الأميركية التي قد تصل إلى 29%. وفد باكستاني رفيع المستوى وصل إلى واشنطن لإجراء محادثات مباشرة مع مسؤولين، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والممثل التجاري الأمريكي جاميسون جرير.
وتركز باكستان، في عرضها، على إمكانات التعدين الضخمة في إقليم بلوشستان الغني بالموارد، والذي يمثل 43% من أراضي البلاد، وتحتضن فيه شركة باريك غولد (المُدرجة في بورصة نيويورك) مشروع “ريكو ديق” العملاق للنحاس والذهب. كما تحتوي المنطقة على احتياطات واعدة من الليثيوم، الكروميت، الفحم، والمعادن الأرضية النادرة.
لكن هذه الخطوة ليست مجرد صفقة اقتصادية. فبحسب المحلل السياسي مايكل كوجلمان من مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ، فإن “إسلام آباد تلعب بذكاء، إذ تدمج بين الإغراء الاستثماري والإطراء السياسي، وتعرض نفسها شريكًا استراتيجيًا في لحظة مهمة بالنسبة لاهتمامات واشنطن بالمعادن الحيوية والعملات الرقمية”.
ولعل أخطر ما في المشهد هو تأثير هذه الصفقة المحتملة على العلاقة الحساسة مع الصين، حليف باكستان التاريخي، التي ضخت نحو 60 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية والتعدين عبر الممر الاقتصادي الصيني–الباكستاني. معظم هذه المشاريع تقع أيضًا في بلوشستان، وتشارك فيها شركات صينية، مما يجعل أي تقارب باكستاني–أمريكي تهديدًا استراتيجياً لبكين.
وتأمل إسلام آباد أن تُفضي المحادثات هذا الأسبوع إلى اتفاق يشمل شراء قطن وفول الصويا الأمريكي، إضافة إلى شراكة استثمارية بعيدة المدى في قطاع التعدين. ورغم أن البيت الأبيض لم يعلّق رسميًا بعد، إلا أن اتفاقًا محتملاً قد يُعيد رسم خارطة المصالح في المنطقة، ويمثّل تحولًا جيوسياسيًا سيكون له انعكاسات إقليمية وعالمية.