image

من وول ستريت - (CNN)

في قلب العاصمة الفرنسية باريس، تدور حرب مصرفية غير مسبوقة بين بنوك الاستثمار التقليدية والوافدين الجدد من وول ستريت، على الفوز بصفقات الاندماج والاستحواذ الضخمة مع نخبة الشركات الفرنسية.

في مقدمة المشهد، تقف مؤسستا لازارد وروتشيلد، اللتان تحظيان بتاريخ ضارب في عمق الاقتصاد الفرنسي، مقابل موجة جديدة من المنافسين الأمريكيين مثل Centerview Partners وEvercore وPJT Partners، وكلهم يسعون لاختراق واحدة من أكثر أسواق المال تعقيدًا ونخبوية.

الشرارة انطلقت عام 2019، عندما انتقل ماتيو بيجاس، أحد صانعي الصفقات البارزين في لازارد، إلى سنترفيو، ما أحدث صدمة في أوساط المال والأعمال. ومع الوقت، أثبتت سنترفيو حضورها بقوة، وأصبحت تتعامل مع شركات بحجم دانون ولور إيرميل، ضمن مؤشر CAC 40 الفرنسي.

لكن رغم هذا الزخم، تظل لازارد وروتشيلد متربعتين على قمة المشهد، مدعومتين بعلاقات تاريخية مع عائلات تجارية كبرى مثل أرنو (LVMH)، بينو (كيرينغ)، وسعدي (CMA CGM).

وتشير بيانات “ديلوغيك” إلى أن إيرادات عمليات الاندماج والاستحواذ في فرنسا بلغت 1.3 مليار دولار عام 2024، بانخفاض طفيف عن 1.4 مليار في 2023، ما يُظهر تباطؤًا نسبيًا في السوق، دون أن يضعف التنافس الشرس على النفوذ.

مع صعود مكاتب مثل Moelis وPerella Weinberg، لم يعد الحضور الأمريكي مؤقتًا، بل بات جزءًا من ملامح اللعبة المصرفية الجديدة في باريس. لكن يظل السؤال: هل تستطيع هذه البنوك الناشئة إزاحة الأرستقراطية المالية التي تمثلها لازارد وروتشيلد؟

المعركة لم تعد فقط على الصفقات… بل على المواهب، والولاء، والسيطرة على عاصمة المال الأوروبية.

لندن – اليوم ميديا