
من العاصمة السعودية الرياض
وافق مجلس الوزراء السعودي مؤخرًا على نظام يسمح للأجانب بتملك العقارات في المملكة، ما يمثل تحولًا جذريًا في سياسة السوق العقارية التي كانت تقتصر على المواطنين وبعض الفئات المقيمة بشروط صارمة.
يساهم هذا القرار في زيادة الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص جديدة في سوق العقار السعودي، متماشيًا مع أهداف رؤية 2030 التي تسعى لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
النظام الجديد وشروط تملك الأجانب
تنص اللوائح الجديدة على تمكين الأفراد والشركات غير السعودية من التملك الكامل للعقارات، مع تحديد نوع العقار، الموقع، ونطاق التملك المسموح به. ويشمل القرار مناطق استراتيجية مثل الرياض، جدة، مكة المكرمة، والمدينة المنورة بضوابط خاصة، ما يفتح المجال أمام استثمارات نوعية في هذه المدن.
كما يُمنح الأجانب الحق بالتسجيل الرسمي ونقل الملكية، مما يسهل إجراءات السوق ويعزز من شفافية الصفقات العقارية.
تأثير القرار على سوق العقار وأسعار البيع والإيجار
سوق العقار في السعودية يشهد نموًا متسارعًا، حيث ارتفعت أسعار العقارات السكنية في الرياض بنسبة 8.6% خلال 2024، مع توقع استمرار النمو بين 8 إلى 10% سنويًا حتى 2026، مدفوعًا بزيادة السكان والتوسع العمراني.
ويُتوقع أن يؤدي دخول المستثمرين الأجانب إلى زيادة الطلب، خصوصًا على العقارات الفاخرة والمشاريع الكبرى مثل نيوم، القدية، والدرعية، التي تجذب أنظار المشترين حول العالم.
كما ينعكس القرار إيجابيًا على سوق الإيجار، التي شهدت ارتفاعات تجاوزت 25% خلال عامين، مع تزايد الطلب على الوحدات السكنية.
الإقامة المميزة ودورها في تعزيز سوق العقار
برنامج الإقامة المميزة الذي يتيح للأجانب الحصول على إقامة مقابل تملك عقار بقيمة لا تقل عن 4 ملايين ريال سعودي (نحو 1.07 مليون دولار)، ساهم في تنشيط سوق العقارات الفاخرة، مع تسجيل أكثر من 25,600 طلب خلال عام واحد.
يتيح هذا البرنامج للأجانب الاستقرار الطويل الأمد، وتحويلهم من مستأجرين إلى مستثمرين دائمين، ما يعزز الاقتصاد ويخلق فرصًا جديدة.
تحديات وفرص في السوق العقارية السعودية
رغم فرص النمو الكبيرة، تواجه السوق تحديات مرتبطة بالحاجة إلى توفير نحو 115 ألف وحدة سكنية سنويًا حتى 2030 لتلبية الطلب المتزايد، خاصة مع استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية.
تشريعات الهيئة العامة للعقار التي شملت أكثر من 20 نظامًا رئيسيًا خلال السنوات الماضية تهدف إلى تنظيم القطاع وتعزيز جاذبيته وزيادة موثوقيته.
ختامًا
قرار السماح للأجانب بتملك العقارات في السعودية يمثل نقطة تحول مهمة تسهم في تنشيط السوق العقارية، وتعزيز الاستثمارات، ودفع عجلة التنمية وفق أهداف رؤية 2030، مع توقعات بنمو مستدام ومتوازن في السنوات القادمة.
لندن - اليوم ميديا