
تعبيرية
لطالما أثارت مسألة تأثير ترتيب ميلاد الأشقاء على شخصياتهم فضول العلماء وعامة الناس على حد سواء. هل حقًا يحدد كونك الأكبر، الأوسط، الأصغر، أو الطفل الوحيد ملامح شخصيتك ومسار حياتك؟

بحسب دراسة حديثة، يشير الباحثون إلى أن الأدلة العلمية على وجود تأثير ثابت وموحد لترتيب الميلاد على الشخصية ليست واضحة أو متسقة كما يعتقد الكثيرون. ففي حين تميل الابنة الكبرى في بعض العائلات إلى تبني صفات المسؤولية والوعي، إلا أن هذه السمات ليست قاعدة ثابتة، إذ تختلف باختلاف العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لكل أسرة، وفق تقرير نشره موقع بي بي سي

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن حجم الأسرة، الوضع الاجتماعي، جنس الطفل، وتفاعل العائلة كلها عوامل تلعب دورًا مؤثرًا أكثر من مجرد ترتيب الولادة. فقد وجدت دراسة شملت آلاف المشاركين في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا أن ترتيب الميلاد لا يؤثر بشكل دائم على معظم سمات الشخصية العامة، لكن يرتبط بشكل طفيف بمستوى الذكاء اللفظي، حيث يظهر المواليد الأوائل نتائج أفضل في اختبارات الذكاء مقارنةً بأشقائهم الأصغر سنًا.
كما تنفي الأبحاث الأسطورة التي تصف الأطفال الوحيدين بأنهم أكثر أنانية، مؤكدة أن السلوكيات الاجتماعية للأطفال الوحيدين لا تختلف جوهريًا عن أولئك الذين لديهم أشقاء.

باختصار، لا يمكن حصر شخصية الإنسان في مجرد ترتيب ميلاده بين إخوته، بل تتداخل عوامل متعددة ومعقدة تشكل هوية كل فرد. هذا يجعل موضوع ترتيب الميلاد مسألة شخصية وثقافية أكثر منها قاعدة علمية صلبة.
لندن – اليوم ميديا