من استقبال الأمير محمد بن سلمان، لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الثلاثاء، في مكتبه بقصر السلام في جدة
أحدثت المواجهة العسكرية الأخيرة بين إيران وإسرائيل صدمة استراتيجية لدى دول الخليج، وخاصة السعودية، التي بدأت تعيد النظر في رهاناتها القديمة على الحماية الأميركية الإسرائيلية.
بعد حرب الـ12 يومًا، تبين أن إسرائيل غير قادرة على ردع خصومها، وهو ما جعل الرياض تدرك أن الأمن لا يأتي من التحالفات التقليدية، بل من التنسيق المباشر مع طهران.
القواعد العسكرية الأميركية، مثل قاعدة العديد في قطر، لم تعد بمنأى عن الهجمات الإيرانية. ومع صعود التحالف الصيني الروسي، باتت دول الخليج تجد مصالحها الاقتصادية والأمنية مرتبطة بمحاور جديدة، بعيدة عن هيمنة واشنطن. يرى محللون أن الخليج يتجه نحو استقلالية أمنية عبر تفاهمات إقليمية، لا عبر المظلات الغربية المتراجعة.
فشل إسرائيل في حماية نفسها، ناهيك عن شركائها، دفع صُنّاع القرار في السعودية إلى التشكيك في جدوى التطبيع. تعنت نتنياهو، وتصاعد عدوانه على الفلسطينيين، أفقد المملكة ثقتها في إسرائيل كشريك يمكن الاعتماد عليه. كما أن استمرار الاستيطان والرفض الإسرائيلي للمبادرات العربية، مثل مبادرة السلام السعودية (2002)، عمّق القناعة بأن السلام لن يأتي عبر تل أبيب.
بدأت المملكة تتبنى سياسة جديدة سمتها “الاحتواء الإيجابي” تجاه إيران، تقوم على التنسيق الأمني والاقتصادي، بدلاً من الصراع الأيديولوجي. لم تعد السعودية تسعى لإضعاف طهران، بل للتفاهم معها كقوة إقليمية ناضجة تمتلك شبكات نفوذ في اليمن، العراق، سوريا، ولبنان.
لم تعد السعودية وحدها في هذا المسار؛ الإمارات توسّع علاقاتها الاقتصادية مع إيران، وقطر تحتفظ بعلاقات دبلوماسية نشطة، بينما تبقى عُمان الوسيط الصامت في النزاعات الإقليمية. بات واضحًا أن هناك نواة لتحالف خليجي جديد يعيد رسم مستقبل الأمن في المنطقة، بعيدًا عن تحالف “إبراهام” الذي تهاوى سياسيًا وشعبيًا.
بعيدًا عن استعراض الصواريخ والطائرات المسيّرة، تسعى إيران اليوم إلى تحويل قوتها العسكرية إلى رأسمال سياسي، من خلال تقديم مبادرات للتكامل الاقتصادي مع الخليج، وإعادة طرح فكرة هيكل أمني إقليمي تقوده الدول المعنية نفسها دون تدخل خارجي. الرسالة واضحة: “أمن الخليج يصنعه أبناؤه، لا القوات الأجنبية”.
مع هذه التحولات، وجدت إسرائيل نفسها مهمشة استراتيجيًا. فمشروعها لقيادة محور عربي ضد إيران انهار، كما أن اتفاقيات أبراهام لم تعد تلقى نفس الحماسة، حتى من الدول الموقّعة عليها. وفي وقت تزداد فيه العزلة الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة، يبدو أن السعودية والخليج عمومًا يتجهون نحو شرق أوسط جديد متعدد الأقطاب.
تقول مصادر دبلوماسية إن البراغماتية الآن تتفوق على الأيديولوجيا، وإن السعودية خلصت إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل ليست بوابة الاستقرار، بل عبء استراتيجي. وقد يكون هذا التحول بداية لـ نظام أمني خليجي سيادي ومستقل، يعبّر عن مصالح الشعوب لا حسابات القوى العظمى.
لندن – اليوم ميديا
رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات…
يبدو أن مستقبل قطاع غزة محصور في ثلاثة سيناريوهات محتملة، تتشكل وفق موازين القوى التي…
تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد لعملية سرقة جريئة،…
أعربت مجموعات الأعمال الأمريكية عن قلقها المتزايد من أن الإغلاق الحكومي المستمر يترك آثارًا سلبية…
في مشهدٍ يليق بعصرٍ تتقاطع فيه القيم مع التقنية، ارتفعت من دبي مساء الأحد كلماتٌ…
في تصعيد إلكتروني جديد ضد إسرائيل، أعلنت مجموعة القرصنة الإيرانية المعروفة باسم «حنظلة» (Hanzala Hackers)…