السعودية تقود حملة الاعتراف بدولة فلسطين: هل ينجح بن سلمان في مهمته الحاسمة؟

قال ChatGPT:

في ظل تصاعد الجهود الدولية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، تتصدر السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، إلى جانب فرنسا، حملة دبلوماسية مكثفة للاعتراف بدولة فلسطينية، وسط انضمام عدد متزايد من الدول لهذه المبادرة. تحمل هذه الخطوة أبعادًا إنسانية وسياسية استراتيجية تهدف إلى إعادة صياغة خارطة السلام في الشرق الأوسط، وإحياء مبادرة السلام العربية التي أطلقتها الرياض عام 2002، مع تعزيز الدور القيادي للسعودية في دفع مسار السلام الإقليمي.

أسباب الحملة السعودية للاعتراف بدولة فلسطينية

شهد عام 2024 تحركات سعودية فاعلة لتعزيز الاعتراف الدولي بفلسطين، حيث أطلقت السعودية والنرويج في سبتمبر 2024 “التحالف العالمي لتفعيل حل الدولتين”، الذي عقد اجتماعين في الرياض، مما أعطى زخماً جديداً لمبادرة السلام.

في ديسمبر من نفس العام، جددت الجمعية العامة للأمم المتحدة التأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، ما عزز موقف السعودية الداعم لهذه الرؤية.

وكان آخر المحطات مؤتمر نيويورك الذي ترأسته السعودية وفرنسا، حيث أعلن عن “إعلان نيويورك” الموقع من 125 دولة، ويحدد خطوات تدريجية نحو تحقيق حل الدولتين، مع مطالبات واضحة لحماس بنزع سلاحها وإطلاق الرهائن.

الأبعاد السياسية والدبلوماسية وراء الحملة

لا تقتصر دوافع السعودية على الجانب الإنساني فحسب، بل تتضمن أهدافًا استراتيجية وسياسية تخدم مصالحها في المنطقة.

يرى كريستيان كوتس أولريشسن، المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسات العامة، أن “مكانة السعودية الدينية والسياسية في العالم العربي تجعل لأي مبادرة تقودها تأثيراً واسعاً”، خصوصًا مع رعاية المملكة للحرمين الشريفين.

ويضيف أولريشسن: “التحرك السعودي يهدف أيضًا إلى تصحيح صورة المملكة لدى شعوب المنطقة التي كانت تنتقد تأخرها في دعم القضية الفلسطينية مقارنة بدول عربية أخرى، بالإضافة إلى محاولة توسيع دورها القيادي الإقليمي والدولي”.

استعادة مبادرة السلام العربية

تُعد الحملة الحالية استعادة لمبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبد الله في 2002، والتي نصت على اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها مقابل انسحاب إسرائيل الكامل وإقامة دولة فلسطينية.

رغم تعثر المبادرة بسبب عوامل عدة مثل الربيع العربي واتفاقيات أبراهام، دفعت التطورات الأخيرة في غزة والضفة الغربية السعودية إلى إحياء هذه المبادرة على المستويين الإقليمي والدولي.

دعم دولي متزايد لحل الدولتين

أعلنت دول مثل فرنسا، كندا، مالطا، المملكة المتحدة، وأستراليا نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية أو دراستها لهذا الخيار، مما يعزز الزخم الدولي للمبادرة السعودية.

وأبرز إعلان نيويورك دعمًا جماعيًا غير مسبوق للدولة الفلسطينية، مع إدانات للهجمات على المدنيين في غزة، ومطالبات بنزع سلاح حماس ووقف الحصار.

الخاتمة

تقود السعودية، مدعومة بحلفائها، حملة دبلوماسية فريدة تهدف إلى إعادة تعريف مسار السلام في الشرق الأوسط عبر الاعتراف الدولي بدولة فلسطين. هذه الخطوة تأتي في وقت حساس إقليميًا وعالميًا، حيث تحاول الرياض تعزيز دورها القيادي والتوازن بين مصالحها السياسية وحساسيات القضية الفلسطينية.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى