image

يعمل أفراد الأمن والإنقاذ في موقع الاستهداف بعد هجوم صاروخي من إيران في زافدييل بإسرائيل

في ظل تصاعد الصراع العسكري بين إسرائيل وإيران، تبرز تساؤلات محورية حول الدور الأميركي بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يبدو حتى الآن متحفظًا على التدخل المباشر في مواجهة مفتوحة مع طهران. هذا التصعيد الذي دخل أسبوعه الثاني، يحمل مخاطر جمة على استقرار الشرق الأوسط، ويطرح تساؤلات عن مستقبل المنطقة في ظل حالة من الترقب الدولي الغامض.

خلفية التصعيد

بدأ التصعيد الحالي بسلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مراكز عسكرية وأمنية في إيران، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري ومسؤولين مرتبطين ببرامج طهران النووية والصاروخية. ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مواقع داخل الأراضي الإسرائيلية، ما دفع إسرائيل إلى حالة التأهب القصوى مع وقوع إصابات وخسائر مادية.

الصمت الأميركي: مؤامرة أم استراتيجية؟

الرئيس دونالد ترامب، الذي اتسمت إدارته بسياسة “أميركا أولاً” والتشدد في مواجهة إيران، يتجنب حتى الآن الضغط بشكل مباشر على إسرائيل للتهدئة أو الدخول في حوار مع طهران. يرى بعض المحللين الغربيين، مثل الدكتور مايكل ستيفنز من مركز دراسات الشرق الأوسط بلندن، أن صمت ترامب ليس إلا “تكتيكًا لحفظ أوراقه، وتفادي الانجرار إلى حرب شاملة لا ترغب بها الولايات المتحدة حاليًا.”

يضيف ستيفنز:
“ترامب يدرك أن أي تورط عسكري مباشر قد يعقد ملف الانتخابات المقبلة، ويرغب في إبقاء التصعيد محدودًا بين إسرائيل وإيران، ما يسمح له بالتفاوض من موقع قوة لاحقًا.”

قراءة متشائمة لمستقبل المنطقة

من جانبه، يرى الدكتور جيمس أوليفر، الباحث في معهد السياسة الدولية بواشنطن، أن “التصعيد المستمر قد يتحول إلى نزاع إقليمي مفتوح، لا سيما مع تحذيرات طهران المتكررة من استهداف مصالح أميركية في الشرق الأوسط.” ويضيف:
“صمت واشنطن قد يُفسر على أنه ضوء أخضر لإسرائيل، مما يرفع من منسوب التوترات ويزيد من خطر حرب طويلة الأمد.”

إيران بين الدفاع والهجوم

في المقابل، تؤكد طهران أنها تقاتل للدفاع عن سيادتها ضد ما تصفه بـ"العدوان الإسرائيلي الأميركي". تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف أكدت على أن إيران لن تتراجع عن حقها في الرد والدفاع، وأن أي تدخل أميركي قد "يفجر المنطقة بالكامل".

دبلوماسية متعثرة ومخاوف من حرب شاملة

محاولات دبلوماسية لتخفيف التصعيد بقيت عالقة، مع مواقف أوروبية داعية للهدنة ولكنها عاجزة عن فرض حلول. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نبه إلى أن الصراع قد يخرج عن السيطرة ويؤدي إلى حرب إقليمية شاملة، محذرًا جميع الأطراف من "إعطاء فرصة للسلام".

خلاصة وتحليل

يبقى السؤال الأبرز: هل صمت ترامب دافع للحفاظ على توازن دقيق أم أنه يشكل تواطؤًا في مسار تصعيدي قد ينذر بكارثة إنسانية وسياسية في الشرق الأوسط؟ الأكيد أن استمرار هذه المواجهات دون بوادر واضحة للحل يهدد استقرار المنطقة برمتها، ويضع القوى الكبرى أمام اختبار حقيقي لقدرتها على إدارة الصراعات في عالم معقد لا يحتمل مزيدًا من النزاعات.

من وحدة الشرق الأوسط – لندن | اليوم ميديا