
البحث عن ناجين في مبان بمدينة بات يام جنوب تل أبيب تعرضت لقصف صاروخي إيراني (غيتي إيميجز)
لندن – متابعة اليوم ميديا
شنّت إسرائيل هجومًا موسّعًا على إيران يوم الأحد، استهدفت فيه بشكل مباشر منشآت حيوية في قطاع الطاقة ومقر وزارة الدفاع، بينما ردّت طهران بإطلاق وابل جديد من الصواريخ، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
إلغاء المفاوضات النووية وتصاعد التوتر
وأفادت شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية بأن هذا التصعيد المتبادل جاء متزامنًا مع إلغاء جولة جديدة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي كان من المقرر عقدها في سلطنة عمان.
تفاصيل الهجوم والرد الإيراني
تشكل هذه الضربات المتبادلة التصعيد الأخطر منذ الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران قبل يومين، والذي قالت تل أبيب إنه استهدف برنامج طهران النووي المتسارع. وشهدت مناطق مختلفة من إسرائيل انفجارات نتيجة دخول صواريخ إيرانية المجال الجوي الإسرائيلي، وأعلنت أجهزة الطوارئ مقتل أربعة مدنيين في مبنى سكني بمنطقة الجليل.
اقرأ أيضا
تصعيد إيران وإسرائيل يدفع المنطقة لحرب شاملة.. تحالفات تتغيّر وكوابيس تقترب
وفي إيران، لم تتوفر حتى الآن حصيلة دقيقة للضحايا، لكن تقارير أكدت أن إسرائيل استهدفت مقر وزارة الدفاع في طهران ومواقع أخرى مرتبطة بالبرنامج النووي.
الحرس الثوري يرد.. وصمت إسرائيلي
قال الحرس الثوري الإيراني إن هجماته الصاروخية طالت منشآت تستخدم في إنتاج وقود الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، بينما لم تؤكد إسرائيل هذه الرواية. وأعلنت كل من تل أبيب وطهران عن جولات جديدة من القصف المتبادل، وسط تقارير عن انفجارات متواصلة بعد منتصف الليل.
دعم أميركي ضمني وتورط سياسي
نقلت شبكة “سي أن أن” عن مصادر أميركية وإسرائيلية قولها إن الحرب الحالية قد تستمر “أسابيع وليس أيامًا”، وأن البيت الأبيض على علم مسبق بتفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، بل ويمنحها دعمه الضمني.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن إدارة الرئيس ترامب لم تُبدِ اعتراضًا على مدة العمليات، مؤكدًا أن واشنطن تفضل التوصل إلى حلول دبلوماسية، لكنها لن تمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها.
تعثر المسار الدبلوماسي
أكد موقع “أكسيوس” أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين المشاركة في الضربات ضد إيران، لكن واشنطن رفضت الطلب، في الوقت الذي لا تزال فيه تأمل بعودة طهران إلى طاولة المفاوضات النووية.
وصرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران لا ترى أي جدوى من مواصلة المفاوضات في ظل استمرار ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيًا”.
إدانات إقليمية وتحذيرات أممية
تسببت هذه الهجمات في ردود فعل دولية واسعة، حيث أدانت عدة دول في المنطقة الضربة الإسرائيلية، ودعا المجتمع الدولي إلى وقف فوري للتصعيد.
وأكدت تقارير أممية أن الهجوم يهدد بإشعال حرب إقليمية واسعة، خاصة أن الضربات الإسرائيلية ركّزت على مواقع نووية حساسة، ما قد يؤدي إلى تداعيات غير قابلة للسيطرة.
المنشآت المستهدفة والأضرار
أحد أبرز المواقع المستهدفة كان منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، حيث أظهرت صور أقمار صناعية تصاعد أعمدة الدخان منها. كما طال القصف الإسرائيلي منشأة “فوردو” النووية جنوب شرق طهران، ومنشأة أبحاث نووية في أصفهان.
اقرأ أيضا
شاهد: هل هذه غزة أم تل أبيب؟.. ضربة إيرانية تدمر مجمعًا سكنيًا في إسرائيل
وأكدت إسرائيل أنها دمرت أيضًا عشرات من منشآت الرادار وقاذفات الصواريخ غرب إيران. أما طهران، فقد اعترفت باستهداف منشأة أصفهان فقط.
سقوط قيادات عسكرية رفيعة
أكدت مصادر إيرانية مقتل ثلاثة من كبار القادة العسكريين في الغارات، بينهم:
- الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة.
- الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري.
- الجنرال أمير علي حاجي زاده، رئيس برنامج الصواريخ الباليستية.
كما لقي نائبا باقري حتفهما، وهما:
- الجنرال غلام رضا مهرابي، نائب رئيس المخابرات.
- الجنرال مهدي رباني، نائب رئيس العمليات.
وفي خطوة لاحتواء الانهيار في القيادة، عيّن المرشد الأعلى علي خامنئي الجنرال ماجد موسوي خلفًا لحاجي زاده في قيادة قسم الطيران التابع للحرس الثوري، والمسؤول عن إدارة ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية.
هجوم معدّ مسبقًا
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربات كانت مُعدّة منذ أشهر وكان من المفترض تنفيذها في أبريل، لكن تم تأجيلها لأسباب استراتيجية. وأضاف أن الموساد زرع طائرات مسيّرة متفجرة داخل إيران مسبقًا لتدمير الدفاعات الجوية وقواعد الصواريخ القريبة من طهران.
وبحسب تقارير أمنية، فإن الهجمات الأولية منحت سلاح الجو الإسرائيلي تفوقًا في الأجواء الإيرانية، مما قد يمهد لمزيد من الغارات خلال الأيام المقبلة.