image

الرئيس الصيني شي جين بينغ

تحليل – اليوم ميديا

مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، تجد الصين نفسها في قلب تحدٍ جيوسياسي معقد يهدد مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بـأمن الطاقة، والاستقرار الإقليمي، ومشاريعها الاقتصادية ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.

إدانة وتصريحات دبلوماسية حادة

أعربت بكين عن قلقها العميق تجاه تطورات الصراع، وأدانت ما وصفته بـ”التصرفات الإسرائيلية الأحادية”، مؤكدة ضرورة احترام سيادة إيران ووحدة أراضيها.
وفي تصريحات رسمية، دعا سفير الصين لدى الأمم المتحدة، فو كونغ، إلى “وقف فوري للأعمال العسكرية الخطرة” من قبل إسرائيل، مشددًا على أهمية ضبط النفس والحوار كبديل للحرب.

الحرب تهدد مصالح الصين في الشرق الأوسط

ترى الصين أن أي حرب شاملة بين إيران وإسرائيل ستشكل خطرًا كبيرًا على استقرار المنطقة، ما قد يؤدي إلى:

  • تعطيل إمدادات الطاقة القادمة من الخليج.
  • تعكير سلاسة حركة التجارة الدولية عبر مضيق هرمز وقناة السويس.
  • تهديد مباشر لاستثمارات الصين الكبرى في البنية التحتية والتكنولوجيا، خاصة في الدول الحليفة لإيران.

أمن الطاقة.. صداع بكين المتزايد

تعتمد الصين بشكل كبير على واردات النفط من الشرق الأوسط، وعلى رأسها إيران ودول الخليج. وأي تعطل في هذه الإمدادات سيؤدي إلى:

  • ارتفاع أسعار النفط عالميًا.
  • تهديد استقرار الاقتصاد الصيني.
  • تقويض صفقات نفطية استراتيجية طويلة الأمد، أبرزها الاتفاقية الصينية-الإيرانية التي تمتد لـ25 عامًا.

استثمارات "الحزام والطريق" على المحك

الصين لها حضور اقتصادي واسع في المنطقة، من مشاريع السكك الحديدية إلى الموانئ، وشراكات تكنولوجية في الخليج وإيران. اندلاع حرب واسعة النطاق قد:

  • يجمّد هذه المشاريع.
  • يعرقل التمويل والاستثمار.
  • يفرض على الصين خيارات سياسية أكثر حدة وانحيازًا.

التوازن الجيوسياسي الصعب

رغم شراكتها القوية مع إيران، تحاول الصين الحفاظ على علاقات استراتيجية مع إسرائيل ودول الخليج. وهو ما يضعها في موقف صعب يتطلب:

  • تهدئة التصعيد عبر القنوات الدبلوماسية.
  • التحرك كوسيط محايد بين الطرفين.
  • الابتعاد عن أي دعم عسكري مباشر لإيران لتفادي توتر علاقاتها الغربية.

ويُتوقع أن تستخدم بكين نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي لتهدئة التوتر، مع استمرار دعمها الفني والاستثماري لإيران، دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تُفسر على أنها اصطفاف مباشر.

الخلاصة ت

الصراع الإيراني الإسرائيلي لا يشكّل تهديدًا أمنيًا فحسب، بل يمثل خطرًا استراتيجيًا على الطموح الصيني العالمي في الشرق الأوسط. ولذلك، يُتوقع أن تواصل بكين سياسة التوازن الدقيقة، مع التركيز على الوساطة الدبلوماسية، وحماية المصالح، وتجنب المواجهة المباشرة.