image

يتم نقل طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني إلى الشرق الأوسط - غيتي من المصدر

تحقيق خاص – اليوم ميديا

تصاعدت المخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة مع إعلان المملكة المتحدة دخولها في حالة تأهب قصوى لمواجهة هجمات محتملة على أراضيها وقواعدها في الشرق الأوسط، في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران. تأتي هذه التحركات العسكرية البريطانية وسط تهديدات إيرانية بضرب قواعد بريطانية في المنطقة، ما دفع لندن إلى نقل مقاتلات سلاح الجو الملكي وأصول عسكرية أخرى إلى الشرق الأوسط لدعم الاستعدادات الطارئة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “صنداي تايمز” نقلاً عن مصادر أمنية، فإن قادة الأمن في بريطانيا يتوقعون هجمات من إيران أو وكلائها ضد المصالح البريطانية، بما في ذلك داخل الأراضي البريطانية، خصوصًا من خلال “نشطاء منفردين”. يأتي هذا في وقت أمطرت فيه إيران العاصمة الإسرائيلية تل أبيب بالصواريخ، ردًا على ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية وعسكرية في طهران، خلفت أكثر من 70 قتيلاً في إيران و10 في إسرائيل.

وتعليقًا على الوضع، قال الخبير البريطاني في الشؤون الاستراتيجية “جوناثان رايت” لـ”اليوم ميديا”:

“إن نقل القوات الجوية البريطانية إلى الشرق الأوسط يمثل رسالة واضحة بأن لندن مستعدة للرد، لكنها في الوقت نفسه تحاول تجنب التورط المباشر في الصراع ما لم تُستهدف بشكل مباشر. هذا التوازن بالغ الحساسية.”

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في تصريحات نقلها موقع MSN، إن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات لحماية المملكة المتحدة وحلفائها، مشيرًا إلى أن الطائرات البريطانية المنتشرة في المنطقة تؤدي دورًا داعمًا في حالات الطوارئ، رافضًا الدخول في تفاصيل عملياتية حول مشاركة بلاده في الدفاع عن إسرائيل.

وأكد ستارمر قلقه العميق من البرنامج النووي الإيراني، واتهم طهران بالتخطيط لتسليح "وكلائها الإرهابيين" بأسلحة نووية، ما "يهدد أمن العالم بأسره"، على حد تعبيره.

وفي السياق ذاته، قال "إيميلي كارتر"، الباحثة الأميركية المتخصصة في قضايا الأمن القومي، لـ"اليوم ميديا":

"الحرب قد تكون على بُعد خطوة واحدة فقط من التدويل. إذا استهدفت إيران بالفعل قواعد بريطانية أو أميركية في الخليج، فإن الحلف الأطلسي قد يجد نفسه أمام اختبار غير مسبوق منذ الحرب الباردة."

وتجاوزت تداعيات التصعيد الأبعاد العسكرية، إذ بدأت الأسواق العالمية تشهد ارتباكًا ملحوظًا مع ارتفاع أسعار النفط وتراجع أسواق المال في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها السوق المصرية. ويخشى المراقبون من توسع رقعة الصراع لتشمل قوى إقليمية ودولية، وهو ما سيقود المنطقة – والعالم – إلى أزمة متعددة الأوجه: أمنية، واقتصادية، وربما وجودية.

وأكد كير ستارمر أن "كل المناقشات التي نجريها مع الحلفاء تهدف إلى وقف التصعيد"، مشددًا على أن موقف بلاده واضح: دعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، مع الدعوة إلى التهدئة وتفادي الانزلاق نحو صراع أوسع.