
أناس يشاهدون ألسنة اللهب الناجمة عن غارة إسرائيلية على مستودع شران للنفط (الغارديان)
في هجوم إسرائيلي وصفه مراقبون بـ”القنبلة الصامتة”، استهدفت طائرات مسيرة متطورة منشأة نووية حساسة في أصفهان، وسط تصعيد متصاعد بين إيران وإسرائيل. رغم قوة الضربة، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشأة لم تتعرض لأي تسرب إشعاعي، مما يثير تساؤلات حول كيفية نجاة البرنامج النووي الإيراني من هذه الضربة.
ضربة دقيقة.. وهدف واضح
خبراء عسكريون يرون في هذا الهجوم خطوة تكتيكية متقنة، استُخدمت فيها تقنية متطورة تهدف إلى إحداث ضرر محدود لكن مؤثر. “القنبلة الصامتة”، كما يطلق عليها، ليست مجرد سلاح تقليدي، بل أداة لإرسال رسالة واضحة: إسرائيل تمتلك القدرة على ضرب أهدافها بدقة متناهية دون فتح جبهة صراع واسعة.
ماذا يقول الخبراء؟
الدكتور إيان مارتن، خبير الأمن الدولي في معهد الدراسات الاستراتيجية بلندن، يؤكد أن “الضربة تمثل تحولًا في أساليب المواجهة، من القصف الواسع إلى الضربات الدقيقة ذات الأهداف المحددة، والتي تقلل من فرص التصعيد الشامل”.
من جهتها، الدكتورة ليلى أونيل، خبيرة شؤون الشرق الأوسط، تحذر من أن "حساسية المرحلة الراهنة تعني أن أي تصعيد صغير قد يؤدي إلى مواجهة أوسع، إذ أن المنطقة تشهد توترًا غير مسبوق". وتضيف أن "ردود الفعل الدولية المحدودة تترك الباب مفتوحًا لمزيد من العمليات العسكرية".
وفي تعبير داخلي، يعلق الدكتور رضا كاظمي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران: "إيران لديها شبكة بنى تحتية نووية موزعة يصعب إصابتها بضربة واحدة. هذا الهجوم لا يعني توقف البرنامج، بل قد يعزز من عزيمة النظام في تطوير قدراته".
هل نجا نووي أصفهان حقًا؟
الخبراء يتفقون على أن النجاح في النجاة من هذه الضربة يعود إلى عدة عوامل، منها التوزيع الجغرافي للمنشآت النووية الإيرانية، وتطور أنظمة الدفاع الجوية، بالإضافة إلى الطابع التكتيكي للضربة التي لم تستهدف تدمير المنشأة بالكامل.
هذا النجاح النسبي لا يعني نهاية التهديدات، بل ربما يزيد من حدة التوتر، حيث يمكن لإسرائيل أن تعتمد المزيد من الضربات الدقيقة لإضعاف قدرات إيران النووية تدريجيًا، بينما تحاول طهران الرد بشكل مدروس للحفاظ على توازن القوة.
ما الذي ينتظر المنطقة؟
يبدو أن المنطقة أمام فترة جديدة من التوترات المعقدة، حيث تلعب كل ضربة دور اختبار للصبر الإيراني والإسرائيلي، وللردود الدولية التي ما زالت حذرة وغير حاسمة.
التصعيد الذي لم يصل بعد إلى مواجهة شاملة يبقى هشًا، ومع كل ضربة تحمل المنطقة على شفير أزمة ربما تتسع في أي لحظة.
من وحدة التحليل السياسي – لندن – اليوم ميديا